وقال حمودان في حوار مباشر مع قناة العالم ،في تعليقه على الحضور الجماهيري الكبير في مراسم تشييع شهداء العدوان الإسرائيلي في طهران، ان الوحدة الداخلية التي ظهرت في بداية العدوان كانت مفاجئة بالنسبة للكثيرين، خاصة في ظل التوقعات بوجود خيانة أو أحداث داخلية قد تهدد استقرار النظام.
وأوضح أن الهدف من الضربة الأولى للإسرائيليين كان تحقيق ضربة قاضية، إلا أن رد الفعل الشعبي والإيراني جاء واضحاً ومؤيداً للثبات والصمود، ما شكّل جزءاً أساسياً من الوحدة الداخلية التي ساهمت في تعزيز القدرة على المواجهة.
وأشار إلى أن هذه الوحدة الشعبية الموحدة تستمر وتتعمق مع استمرار المواجهة في المنطقة، خصوصاً مع التبني الكامل من قبل مؤسسات الدولة للمشروع النووي، الذي يمثل حقاً أساسياً للشعب الإيراني ويعبر عن أمة ذات تاريخ وجغرافيا عريقة.
ولفت الخبير إلى أن الموقف الإيراني الداعم لمحور المقاومة يتعارض بشكل مباشر مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي والاتفاقيات الإبراهيمية، مبيناً أن هذه الاتفاقيات لا يمكن تثبيت المشاريع الإقليمية المخططة لها منذ عام 2000 في غرب آسيا في حال استمرّت إيران في مواجهة الكيان الصهيوني ورفضها السماح للولايات المتحدة باستباحة المنطقة.
وفي ختام تصريحه، اعتبر الخبير أن المعركة الأخيرة كانت بمثابة تجديد للبيعة مع قائد الثورة ومبادئ الثورة الإسلامية، مؤكداً أن الحاضنة الشعبية للثورة تمثّل العمود الفقري لاستمرار الصمود والمواجهة.
هذا وانطلقت صباح اليوم السبت في العاصمة الإيرانية طهران، مراسم تشييع 60 شهيداً في العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، بمشاركة حشود غفيرة من أبناء الشعب الإيراني.
وكان الاحتلال الصهيوني قد شنّ، بدعم أميركي، عدواناً واسعاً على إيران يوم 13 حزيران/يونيو، استمر 12 يوماً، باستهداف مواقع عسكرية ونووية، إضافة إلى منشآت مدنية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
واستشهد أكثر من 600 وجُرح اكثر من 5000 من القادة والعلماء والطواقم الطبية والمدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء العدوان الصهيوني على البلاد، بحسب وزارة الصحة الايرانية.
وردّت طهران بهجمات واسعة بعنوان عمليات "الوعد الصادق 3" شملت صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية واستخبارية وحيوية داخل الأراضي المحتلة.
وفي ذروة التصعيد، نفذت الولايات المتحدة ضربات عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، فيما ردّت إيران بهجوم استهدف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر.
وبحسب الإعلان الرسمي، كان من بين الشخصيات البارزة التي استشهدت في جريمة عدوان الكيان الصهيوني ضد البلاد، الفريق محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، والفريق حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، واللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، والفريق غلام علي رشيد، قائد مقر "خاتم الأنبياء (ص)" المركزي، والعميد كاظمي، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، والفريق علي شادماني قائد مقر "خاتم الانبياء (ص)" بعد استشهاد الفريق رشيد، واللواء محمد سعيد إيزدي مسؤول ملف فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري، والعميد داود شيخيان، قائد قوة الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري، والعلماء النوويين محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، وأمير حسين فقهي، وعبد الحميد مينوتشهر، ومحمد رضا ذوالفقاري، ومطلبي زاده.