هذا الكلام هو للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قاله في مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم".
-هذه التصريحات السخيفة لغراهام هي صدى باهت لتصريحات رئيسه ترامب، فهو اعتاد على هذه الطريقة بالكلام مع اغلب الدول الأخرى في منطقتنا العربية والإسلامية التي رضيت أن تكون تابعا بدون أرادة للسيد الامريكي، متناسيا أنه يتحدث مع ايران، وحديثه لا يسمع في ايران ابدا، فهو حديث لا يقدم ولا يؤخر في القرار الايراني فحسب، بل يزيد الايرانيين اقتناعا بمواقفهم، ورفضا للاملاءات الامريكية، فالهجمة الشرسة التي تتعرض لها ايران منذ أكثر من 45 عاما سببها رفض ايران للهيمنة واعتزازها باستقلال قرارها السياسي.
-طلب غراهام هذا من ايران التطبيع مع الكيان الاسرائيلي كشرط لأي اتفاق مع امريكا، الا ان نجوم السماء اقرب إليه من ذلك، هذا اولا، ثانيا تغيير سلوك ايران بالمفهوم الامريكي، يعني أن تتحول ايران إلى تابع ذليل يدور ليس بالفلك الأمريكي فحسب بل بالفلك الاسرائيلي، وهذا ايضا لايعدو سوى ضرب من الخيال والاوهام. أخيرا من الذي وضع ليندسي وسيده ترامب في موضع من يقرر بدلا عن ايران وقيادتها وشعبها، فحق تخصيب اليورانيوم هو حق لايران، وفقا للقانون الدولي، ولا يمكن حرمانها منه لمجرد هذيان غراهام وسيداه ترامب ونتنياهو.
-من اجل ان نقف على الأسباب التي تتحكم بالعقلية الحاكمة في أمريكا، والتي تتعامل بهذه العنجهية والاستعلاء مع الاخر، لاسيما الاخر الذي يرفض الاحتلال ألاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، واهم هذه الأسباب هو ما قاله غراهام وبشكل واضح وصريح: "أنا أعيش في منطقة الحزام الإنجيلي في الولايات المتحدة، ونحن نرى إسرائيل الطرف الصالح لأننا نحصل على أخبارنا عنها من الكتاب المقدس"!!!. اي أن عقلية غراهام وعقلية الانجيليين، عقلية مغلقة تعشعش فيها تعاليم واخبار تلمودية نسجتها خرافة الشعب المختار على مدى قرون. ومثل هذه العقلية المغلقة لا تتأثر بكل الفظائع التي ترتكبها "اسرائيل" حتى لو ابادت شعوبا على بكرة ابيها، فقط لان الانجيليين يستقون الاخبار من كتبهم المقدسة وليس من الحقائق على الأرض والتي هزت الضمير الانساني منذ ما يقارب العامين، فغراهام اعمى واطرش واخرس أزاء "اسرائيل"، فهو لا يرى ولا يسمع كل هذه الفظائع، فتعاليمه المقدسة، تدعوه إلى القاء قنبلة نووية على النازحين في رفح "للحفاظ على الدولة اليهودية لان اسرائيل لا تتحمل الخسارة" وفقا لتعبيره، كما فعلت أمريكا في هيروشيما وناكازاكي.
-هذه التخاريف التلمودية لدى غراهام ليست جديدة، فالانجيليون الذين "يؤمنون بعودة اليهود إلى فلسطين واقامة كيان يهودي فيها يمهد للعودة الثانية للمسيح وتاسيسه مملكة الالف عام"، لذلك حث غراهام بايدن في كانون الأول عام 2021 الى تفجير أجزاء من إيران ومحوها من الخريطة خلال مقابلة على قناة فوكس الإخبارية، قال فيها "لقد كنت أقول منذ 6 أشهر.. اضرب إيران. لديهم حقول نفط في العراء، ولديهم مقر الحرس الثوري الذي يمكنكم رؤيته من الفضاء امحها من الخريطة".
-وانا اكتب هذه السطور استحضرت مقولة خالدة للامام علي بن ابي (ع) وهو يخاطب جيشه: "والله لأظن ان هولاء القوم سیدالون منکم باجتماعهم علی باطلهم، و تفرقکم عن حقکم"، فامثال غراهام من المسيحيين المتصهينين، يقفون وراء كيان إجرامي ارهابي احتلالي قاتل للأطفال ومدان من المحاكم الدولية، الا أنهم وقفوا وقفة رجل واحد وراء هذا الكيان، ومدوه بكل اسباب القتل والدمار دون أدنى وازع من ضمير، بينما يتجنب اغلب العرب والمسلمين مد يد العون إلى اخوانهم في الدين والقومية، الذين يتعرضون للاباة الجماعية، خوفا لاتهامهم بالارهاب والتطرف، رغم وجود نصوص دينية محكمة تدعو المسلمين الى نصرة اخوانهم في الدين، ومناهضة اعدائهم. واللافت اكثر انه ومن أجل أن يرضى عنهم الغرب ولا يضعهم في خانة الارهابيين، اخذوا يعادون كل من يعادي "اسرائيل" للظهور بمظهر المعتدل والحكيم، كما يحدث اليوم مع ايران، التي تتشارك معهم بالدين وبالنبي والقران والقبلة والتاريخ و الجغرافيا، وتقاتل نيابة عنهم اعداء الأمتين العربية والاسلامية، فنراهم يناصبون ايران الاعداء ويتحالفون مع عدو الامة ضدها، وهو أمر خطير ستنعكس تداعياته لاحقا على مستقبل الشعوب العربية والإسلامية ودولها، لذلك على هذه الشعوب أن تتدارك هذه التداعيات قبل فوات الاوان، بعد أن بانت الطبيعة المتوحشة للصهيونية وداعميهم من الانجيليين المتصهينين، لاسيما أننا بدانا نشهد صحوة عالمية اخذت تمتد حتى إلى أمريكا، تطالب حكوماتها بالكف عن دعم الكيان الصهيوني القاتل وعدم الوقوع في افخاخه مثل الخرافات التلمودية عن ارض الميعاد وباقي الخرافات الأخرى.