وإدعى ترامب، الأربعاء "أن إسرائيل قبلت "الشروط اللازمة لإتمام" وقف إطلاق النار في غزة، في خطوة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة.
ومع ذلك، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مصادر داخل الائتلاف الحكومي أن المبادرة تواجه رفضا علنيا من داخل صفوف الحكومة نفسها.
وفي هذا السياق، وجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، دعوة عاجلة إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لعقد اجتماع تنسيقي لتوحيد الجهود ضد الصفقة.
ونقل عن بن غفير تأكيده أن التعاون بين الفصيلين اليمينيين كفيل بإسقاط الاتفاق، معربا عن معارضته القاطعة لأي تفاهمات مع حركة حماس، حتى لو كانت تهدف لاستعادة الأسرى المحتجزين.
وتذكر هذه التحركات معارضة الوزيران نفسها لاتفاق سابق لتبادل الأسرى في يناير الماضي، حيث اضطر بن غفير للاستقالة مؤقتا احتجاجا على الصفقة قبل أن يعود بعد تجدد العمليات العسكرية في غزة.
وفي المقابل، أبدى قادة المعارضة دعمهم الواضح للخطة الأمريكية، مشيرين إلى استعدادهم لتوفير "شبكة أمان برلمانية" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حال قرر المضي قدما في الصفقة، رغم اعتراض شركائه من أقصى اليمين.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد في بيان "بدلا من أصوات بن غفير وسموتريتش الثلاثة عشر، لديكم ثلاثة وعشرين صوتا مني، كشبكة أمان لصفقة الأسرى... علينا إعادة الجميع إلى ديارهم الآن".
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية "جدعون ساعر" عن تفاؤله، مؤكدًا أن “هناك أغلبية داخل الحكومة وبين صفوف الشعب تؤيد صفقة إطلاق سراح المحتجزين"، داعيا إلى اغتنام الفرصة دون تردد.
إلا أن وزير الشتات "عميحاي شيكلي" أبدى موقفا حذرا، مشيرا إلى أن "الخطة لم تُعرض على الحكومة أصلاا"، مما يعكس استمرار الانقسام حول أولويات الحرب والتفاوض داخل مجلس الوزراء.
في الوقت ذاته، صعد بن غفير حملته الإعلامية والسياسية ضد الصفقة، حيث حاول فريقه التنسيق مع مكتب سموتريتش لخطوات مشتركة ضد الاتفاق، في حين نفى مصدر مقرب من سموتريتش وجود أي تواصل مباشر أو تحديد موعد للقاء، مؤكدا أن "النصر في غزة مهم، لكن لا يمكن المتاجرة بحياة الأسرى في لعبة علاقات عامة".
وعلى صعيد المعارضة، أعرب سياسيون عن دعمهم القوي للاتفاق.
فكتب اللواء احتياط يائير جولان، رئيس الحزب الديمقراطي "بن غفير وسموتريتش يعارضان إنقاذ المختطفين، وهذا لا يمثل الصهيونية بأي شكل... من يبقيهم في الحكومة، لا يستحق قيادتها ولو ليوم واحد".
وفي سياق متصل، شدد "أفيغدور ليبرمان"، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، على أهمية المبدأ الأخلاقي في القضية، داعيا إلى "إعادة جميع المحتجزين دون تأخير".