وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أكد بريك أن هذه الوحدة التي تضم مئات الجنود والضباط وتستهلك ميزانيات كبيرة، لا تقوم بنقل الحقائق، بل تخلق واقعا افتراضيا يخدم أهدافا سياسية وعسكرية محددة، مشيرا إلى أن "ثقافة الكذب" باتت جزءا من سلوك المتحدث باسم الجيش.
وأوضح أن المتحدثين العسكريين يتلقون توجيهات مباشرة من رئيس الأركان، وأن مهمتهم الأساسية هي ترسيخ صورة مزيفة عن قدرة الجيش، مما يمنع إجراء الإصلاحات اللازمة.
وأضاف أن هذه السياسة أدت إلى «كارثة السابع من أكتوبر 2023" وما تشهده غزة من تدهور كبير في الروح المعنوية والانضباط والجاهزية.
وأكد بريك أن خطاب وحدة المتحدث يروج لوهم يعشقه الجمهور، بدعم من القيادة العليا ومشاركة بعض المراسلين العسكريين الذين يغضون النظر عن الواقع الفعلي.
وأضاف أن هؤلاء الإعلاميين ساهموا في إخفاء الإخفاقات الكبرى للجيش خلال عملية "عربات جدعون" في غزة، ولا يزالون يروجون لانتصارات وهمية.
وانتقد بشدة تصريحات المتحدث الرسمي حول السيطرة على 75% من أراضي قطاع غزة، مؤكدا أنها غير صحيحة ولا تستند إلى حقائق ميدانية.
كما كشف أن آلاف الجنود تركوا الخدمة القتالية بسبب مشاكل نفسية حادة، وأن قيادة الجيش تتجاهل هذه القضية، مشيرا إلى أن حالة "الرفض الصامت" تتسع بين صفوف القوات.
وأشار بريك إلى أن المقاتلين لا يواجهون العدو وجها لوجه، بل يتعرضون لهجمات من الأنفاق، وهو ما لم تستوعبه قيادة الجيش بعد عامين من الحرب. كما شكك في أرقام الشهداء التي يعلنها الجيش، واصفًا بعض التقارير بأنها تضليل متعمد.
وحذر من أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في العتاد والقوى البشرية، ولا يملك القدرة على مواجهة التهديدات على مختلف الجبهات، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. وانتقد أداء رئيس الأركان إيال زامير، معتبراً أنه يكرر سياسات فاشلة تدفع الجيش نحو المزيد من الأزمات.
وختم بريك مقاله بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، وإعادة تأهيل الجيش بشكل جذري من خلال تدريب أفضل وتعزيز القدرات، إلى جانب تحسين الاقتصاد والعلاقات الدولية.
كما طالب بتفكيك وحدة المتحدث باسم الجيش بالكامل وإعادة بنائها على أساس الصدق والشفافية، مع تقليص حجمها إلى عشرات الأفراد ووضع شعار «لا ينشر هنا إلا الحقيقة» على مدخلها.