في تصعيد لافت، حذّرت أوساط إسرائيلية من تنامي ما وصفته بالطموحات التركية الإقليمية، معتبرة أن أنقرة باتت تشكّل تهديدًا متصاعدًا؛ ما يعكس مخاوفا من انتقاله السريع نحو المواجهة المباشرة. خصوصا مع تحذيرات لجنة 'ناجل' الاستشارية للأمن القومي مطلع العام الجاري، من أن التطلعات الإقليمية التركية باتت تمثل تهديدًا حاسمًا طويل الأمد، داعية صراحة إلى الاستعداد لاحتمالات المواجهة المباشرة. ليتبعها تأكيد نتنياهو في نيسان أبريل الماضي، على أن تل أبيب لن تسمح باستخدام سوريا كقاعدة لشن هجمات ضدها. والمشاورات الأمنية التي أجراها نتنياهو في آذار مارس، فيما يتعلق بالمخاوف بشأن النفوذ التركي في سوريا، محاولا تصوير المواجهة مع أنقرة على أنها حتمية.
جديد القضية؛ تقرير للمحلل والخبير في الازمات الدولية شاي غال، في صحيفة 'يسرائيل هيوم' اليمينية، وصف أنقرة بأنها تتحوّل تدريجيًا إلى خصم استراتيجي، خصوصًا في دعمها لحركة حماس وتطويرها للقدرات الصاروخية والنووية، والسعي للنفوذ الإقليمي، ما يضعها وفق التقرير في منزلة 'إيران جديدة'.
التقرير اعتبر أن تركيا تخوض للمرة الأولى منذ سقوط الدولة العثمانية، مسارًا علنيًا نحو الهيمنة الإقليمية، في ظل تقارير عن تفاهمات بين النظام السوري وتركيا تتعلق بوضع منطقة تدمر السورية تحت هيمنة تركية، مقابل دعم اقتصادي وعسكري لدمشق. الأمر الذي تراه تل أبيب تهديدا مباشر. بالإضافة إلى النفوذ الذي تمتلكه تركيا في أذربيجان الحليف التركي لتل أبيب.
عسكريا، رأى التقرير أن تركيا تعمل على فرض هيمنتها الإقليمية عبر مشاريعها في مجال الصواريخ الباليستية كصاروخ 'تايفون' والإعلان عن بدء الإنتاج الكثيف للطائرة الشبح 'كآن'، ما يعكس وفق النظرة الإسرائيلية انتقالاً نوعيًا في العقيدة الدفاعية التركية، من الردع إلى الهجوم.
التقرير اشار أيضا إلى مشروع مفاعل أكويو النووي في مرسين، محذرا من طموحات عسكرية نووية لدى أنقرة، بذريعة إصرارها على امتلاك دورة وقود نووي مستقلة. كما اتهم غال تركيا باستغلال عضويتها في حلف الناتو كدرع سياسي، والعمل على تقويض داخلي للحلف.
وفي ظل هذا التعقيد، تزداد احتمالات تحوّل تركيا من حليف متوتر إلى هدف استراتيجي في حسابات تل أبيب، تمهيدًا لاحتوائها أو حتى استهدافها في مرحلة ما بعد إيران.