وأورد المحلل السياسي بمركز جسور للدراسات، وائل علوان، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها "إسرائيل" مناطق حساسة في دمشق لكنها الأولى منذ تغيير نظام الأسد حيث توجهت بضربات عنيفة، معتقدا أن "إسرائيل" تحاول الضغط على الحكومة السورية (المؤقتة) من أجل “التنفيس الداخلي عن المكون الدرزي “ضمن "إسرائيل" ولضبط حدود التدخل العسكري في جنوب سوريا التي تعتبر منطقة حساسة بالنسبة للكيان حيث تمنع حتى الوجود العسكري المباشر للجيش السوري هناك والسلاح الثقيل وحدوث مثل هذه المعارك الواسعة لذلك ستحاول إعطاء رسائل تحذيرية وأكثر قسوة لضبط الجنوب.
وأفاد بأن حكومة نتنياهو يناسبها مايحدث لبعث رسالة للدروز في تل أبيب مفادها أنه يحميهم في إطار الاستثمار في المآسي.
وقال الصحفي والمحلل السياسي محمود وهب، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، ” أعتقد أن "إسرائيل" تحاول دائماً انتهاز الفرص وخلط الأوراق للنيل من عزيمة سوريا والسوريين على اختلاف رؤاهم السياسية وتركيبهم الاجتماعي المتآلف على تنوعه، والموحد ضد الحماقات الصهيونية، وألاعيبها الوقحة..
وللإيضاح أكثر أقول: لقد اعتاد السوريون على اختلاف طوائفهم، وهم يضحكون من هذا الخبث الإسرائيلي المغطى بالسذاجة أحياناً وغالباً ما نراه ممتلئاً بالوقاحة والروح العدوانية للشعب السوري بالذات.. إن السوريين بكل مكوناتهم وتوجهاتهم كافة يدينون هذا العدوان الوقح وخاصة أنه جاء قريبا من قصر الرئاسة بدمشق لغاية إضعاف عزيمة الشعب”
وتابع،” ففي ذلك محاولات لأخذ سورية من الداخل لكن السوريين متيقظون تجاه عدوانية "إسرائيل" في هذه الأوقات بالذات ويدركون الغاية البعيدة لدى الإسرائيليين.."
وعلق السياسي والقيادي بحزب اليسار الديمقراطي السوري، عبدالله حاج محمد، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن الضربات الإسرائيلية التي ضربت مختلف الاتفاقيات الدولية عرض الحائط وكأن العالم ملكها وتقصد من تريد، معتبرا أن "إسرائيل" وصلت لبوابة هيئة الأركان بعد مسلسل اعتداءاتها المتكررة، حيث منذ وصول حكومة الجولاني كانت أولى التحذيرات بعد حوادث جرمانا بقصف قرب القصر الجمهوري.
واليوم أكد وزير الأمن الإسرائيلي أن الرسائل التحذيرية لدمشق انتهت الآن بالاستهداف وستأتي الضربات الموجعة وبالفعل كانت غارتان على بوابة هيئة الأركان وعلى المكتبة الوطنية أدت لعدة ضحايا. وانتقد عجز الإدارة المؤقتة بدمشق وعدم الرد على "إسرائيل" حتى بإصدار بيان.