برنامج شيفرة والذي يبث علی شاشة قناة العالم، بحث حيثيات هذه المستجدات، مع الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء الركن عبد الكريم خلف، والذي أکد ان هذه المستجدات، تعني الکثير من الناحية العسكرية. فمنذ عام 1974، وبعد اتفاق فض الاشتباك في المنطقة الجنوبية، حددت الأمم المتحدة هذه المناطق وأرسلت قوات للفصل بين الطرفين. وكان الحلم الصهيوني هو الحفاظ على منطقة الجولان والاحتفاظ بها. الآن، بعد التطورات الأخيرة، تجاوز الصهاينة منطقة جبل الشيخ، وأصبحوا يسيطرون على أعلى نقطة مرتفعة، ويتحكمون بحوض دمشق بالكامل ومعظم المناطق في الجنوب السوري. وتم نصب أجهزة استشعار وأدوات وأجهزة استخبارات على جبل الشيخ للرصد البعيد، وحتى للتشويش، بالإضافة إلى إمكانيات تقنية خاصة بأجهزة الاتصالات، والكثير من الأمور التي تساعد الصهاينة في بسط نفوذهم على هذه المناطق ورصد أي حركة لمسافات قد تصل إلى عمق دمشق والمناطق المحيطة بها شرقاً وغرباً في المناطق الجنوبية.
وأکد خلف:"بعد التطور الأخير وعدم وجود أي ضغط من الأجهزة الغربية على إسرائيل لدخولها مناطق القنيطرة (حي البعث)، ودرعا، ثم السويداء، لم نجد أي ضغوط من الولايات المتحدة، ولو بسيطة. بل على العكس، بررت الولايات المتحدة ذلك وقالت إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها. لهذا السبب، توسع الأمر بشكل لافت وكبير، وقام الصهاينة بتدمير كل ما يخص الجيش السوري أو ما تبقى منه في هذه المناطق".
وأضاف خلف:"الآن، المخطط القادم هو السيطرة على السويداء بالتأكيد، عن طريق هذا التواصل السكاني والاجتماعي بين سكان منطقة الجولان ومنطقة السويداء، باعتبارهم من الطائفة الدرزية، ولتوسيع نفوذها على منطقة السويداء. ما حدث خلال الـ 48 ساعة الماضية يؤكد هذا: إسرائيل تسمح للحكومة السورية بدخول بعض عناصر الأمن، وتمنحهم مهلة 48 ساعة للمغادرة. القضية أصبحت بيد تل أبيب؛ فتصرفات الحكومة السورية وأنشطتها في المنطقة الجنوبية مرتبطة بموافقة نتنياهو. وهذا ما جعل الأمر يتعقد أكثر بقيام "الجولاني" بتصرف خطير جداً، وهو دفع عشائر من البدو للقيام بمهام أمنية، وأصبحت هناك شبه حرب أهلية داخل منطقة السويداء، ستتوسع لاحقاً. هذا بالتأكيد ما يريده الصهاينة من خلق فوضى كبيرة، قتل، ودمار، مما سيسهل على إسرائيل التصرف في الأهداف اللاحقة."
للمزيد من التفاصيل شاهد الفيديو المرفق..