في داخل القنصلية الإيرانية بإسطنبول، جرى لقاء دبلوماسي حاسم بين إيران ودول الترويكا الأوروبية: فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
الوفد الأوروبي جاء محملاً بمطالب لتقييد البرنامج النووي الإيراني وتحذيرات من إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة، لكن الرد الإيراني كان واضحاً: لا عودة للاتفاق بشروط مجحفة، ولا تفاوض تحت التهديد.
وقال أحمد أبو عيطة وهو صحافي:"بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات ونصف في القنصلية الإيرانية في إسطنبول، رفضت إيران التنازل والتوقيع على اتفاق يراعي المصالح الإسرائيلية والأمريكية فقط، ولا ينظر إليها في هذا الاتفاق بأنها دولة قوية لا تزال قادرة حتى هذه اللحظة على فرض شروطها".
اختيار إسطنبول لعقد اللقاء لم يكن تفضيلاً بروتوكولياً، بل خطوة مدروسة من الجانب الإيراني. فبينما طالبت العواصم الأوروبية بأن يكون الاجتماع على أراضيها، فضلت طهران أرضاً محايدة لتفادي الرمزية السياسية للغرب.
إيران أرادت إرسال رسالة: "نحن منفتحون على الحوار، لكننا نرفض المساومة في عواصم تشارك في خنق شعبنا اقتصادياً."
شاهد.. تخت روانجي يكشف أجندة إيران في اجتماع إسطنبول
وعقب المحادثات، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي أن طهران دخلت المفاوضات بأفكار محددة، وتمت دراسة جوانب مختلفة منها، وقد تم الاتفاق على مواصلة المشاورات بهذا الشأن.
من جهتها، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن إيران أشارت إلى استعدادها لاستئناف بعض المحادثات مع الوكالة على المستوى الفني حول برنامجها النووي.
وقال أحمد الكومي الباحث المختص بالشأن الإيراني:"يكتسب اللقاء أهمية كونه اللقاء الأول بين إيران والترويكا الأوروبية بعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة. وبحسب التقديرات، يهدف إلى محاولة استطلاع المواقف سواء من طرف إيران أو الموقف الغربي، إضافة إلى محاولة نزع أجواء التوتر التي تخيم على المشهد السياسي. كما أن هناك من الطرف الأوروبي محاولات لدراسة الخطوات التي يمكن أن تسبق إعداد فرض العقوبات الأممية على إيران."
الاتفاق النووي الموقع عام 2015 يوشك على الانتهاء فعلياً في أكتوبر المقبل، في وقت تتزايد فيه الضغوط الغربية.
الدول الأوروبية تطالب بإعادة دخول المفتشين الدوليين وبالكشف عن مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، لكن طهران تعتبر أن هذه المطالب انتقائية وتتجاهل حقيقة أن الطرف الذي خرق الاتفاق أولاً هو الولايات المتحدة.
في إسطنبول، التقت المصالح الأوروبية بالثوابت الإيرانية. وفيما تضغط أوروبا لإحياء الاتفاق بشروطها، تؤكد طهران أن زمن الإملاءات قد انتهى، وأن المعركة لم تعد فقط على اليورانيوم، بل على السيادة وعلى حق الشعوب في امتلاك التكنولوجيا دون إذن من أحد.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...