وأفاد مراسل قناة العالم في غزة، محمد البلبيسي بوفاة مواطن آخر في مجمع الشفاء الطبي متأثرًا بسوء التغذية والمجاعة، ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى عشرة خلال الثلاثين ساعة الماضية. وتتركز معظم هذه الوفيات بين الأطفال، نتيجة لنقص الغذاء والدواء وحليب الأطفال الأساسي لبقائهم على قيد الحياة.
وأکد مراسل العالم ان الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصاره المفروض على سكان قطاع غزة، مانعًا إدخال المساعدات الضرورية. وعلى الرغم من بدء الهدنة الإنسانية أمس، من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً، إلا أن الغارات الجوية وأعداد الشهداء لم تشهد تغيرًا ملحوظًا. فقد استشهد ستون مواطنًا خلال هذه الفترة في مناطق متفرقة من القطاع. ومع بدء الهدنة الحالية قبل دقائق، والتي بدأت في العاشرة صباحًا بتوقيت غزة، لا تزال المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة وقليلة، ولا تلبي احتياجات السكان.
وعن مزاعم ادخال مساعدات لقطاع غزة، کشف مراسل العالم عن إدخال 73 شاحنة مساعدات، يوم أمس، إلا أنها سُرقت بالكامل في مناطق تواجد الاحتلال الإسرائيلي، ولم تصل إلى المراكز التابعة للأمم المتحدة أو وكالة اللاجئين، ولا حتى إلى الأسواق. وتُستخدم هذه الشاحنات كـ"دعاية" يروج لها الاحتلال للمجتمع الغربي، في محاولة للتغطية على الضغط الكبير والصور التي تصل من غزة حول المجاعة، والأصوات التي دقت ناقوس الخطر بسببها، فضلًا عن الوفيات اليومية.
وحول عمليات إنزال المساعدات جوياً، قال مراسل العالم:"عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، التي تقوم بها طائرات إماراتية وأردنية، لا تسقط في مناطق آمنة يمكن للسكان الوصول إليها؛ إذ تسقط الصناديق المحملة بالمساعدات في مناطق خطرة يتواجد بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويتم الترويج بأنها تصل للسكان، بينما في الحقيقة يسقط الكثير منها في مناطق خطرة، ويُطلق النار على كل من يقترب منها.
وأشار مراسل العالم الی ان رفض شعبي من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني لهذه الطريقة في إيصال المساعدات، لما فيها من "إذلال"؛ فالمساعدات لا تأتي بحجم شاحنة واحدة، وفي حال دخولها من المعابر، فإنها لا تصل لمستحقيها. ويبقى الوضع على ما هو عليه، مع استمرار المجاعة وخطورة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من عدم تطبيق الهدنات الإنسانية على أرض الواقع، والترويج لدخول كميات كبيرة من المساعدات التي لا تصل إلى مستحقيها، بل يتم سرقتها تحت أعين الاحتلال، ما يجعل المجاعة في قطاع غزة، مستمرة.