في الوقت الذي يتبنى بنيامين نتنياهو احتلال غزة بالكامل، برزت خلافات حادة بينه وبين المؤسسة العسكرية حول خطة الاحتلال.
الاعلام العبري سرب بعضا مما جرى في الاجتماع الامني المصغر، الذي ساده التوتر، خاصة بين نتنياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، الذي وصف خطة الأخير بأنها فخ استراتيجي يهدد حياة الجنود والأسرى، مؤكدا في الوقت ذاته أن احتلال القطاع سيؤدي لإنهاك قوات الاحتياط والقوات النظامية، لاسيما وأنها قد تستغرق عدة أشهر.
لكن نتنياهو رد بالإصرار على ضرورة تقديم نسخة محسنة من الخطة أمام الكابينت، وكرر تأكيده بأنه سيحتل القطاع، معتبرا أن ما يفعله زامير يرقى إلى مستوى التمرد ومحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، ووجه اتهامات للجيش بفشله في استعادة الأسرى.
الخلاف بين نتنياهو وزامير ضرب أيضا قيادة جيش الاحتلال، حسب ما اكدت صحيفة يديعوت احرونوت التي كشفت ان قائد سلاح الجو يرفض تنفيذ مطالب لواء الجنوب بتكثيف الضربات الجوية على غزة.
شاهد أيضا.. 'إعادة احتلال غزة' مصطلح تجميلي لشراء الوقت لنتنياهو
خطة نتنياهو لاحتلال القطاع قوبلت برفض عالمي، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفض الإفصاح عما إذا كان يؤيد أو يعارض احتلال غزة بالكامل، وقال إن الأمر متروك لتل أبيب، بينما نقل موقع أكسيوس عن مصادر أن بعض مسؤولي إدارة ترمب بدأوا يشعرون بالقلق إزاء اقتراح نتنياهو توسيع نطاق الحرب.
الأمم المتحدة بدورها وصفت التقارير المتعلقة بقرار الكيان الإسرائيلي توسيع العدوان في القطاع بالمقلق للغاية.
وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن حول غزة حذرت روسيا من أن سياسات تل ابيب في غزة والضفة الغربية تهدد بإشعال حرب إقليمية واسعة، فيما استنكرت بريطانيا وفرنسا تجويع السكان وطالبتا بفتح كل المعابر في القطاع.
المفوضية الأوروبية اكدت كذلك أن الهجوم لاحتلال كامل قطاع غزة يعد استفزازا جديدا وغير مقبول، مشددة على ضرورة ضمان وصول المساعدات وإدانة الاستخدام المروع للعنف والتجويع في غزة واحترام حقوق الإنسان.
كما طالبت كتل سياسية في البرلمان الأوروبي بتعليق اتفاق الشراكة مع الكيان الإسرائيلي لانتهاكاته لحقوق الإنسان والقانون الدولي.