"أصواتنا ستبقى أعلى من جرافاتكم، وبالعلم نبني وطناً، فلا تهدموا مدارسنا." هذه كانت شعارات تلاميذ العلم، لكن الاحتلال يصم أذنيه عن نداءات الحق، ويطلق العنان لآلاته العسكرية كي تقتلع أحلام أطفال العقبة شرق طوباس، حيث هُدمت مدرسة قيد الإنشاء مولتها فرنسا والاتحاد الأوروبي. سقطت تحت أنياب الجرافات في مشهد يختصر حكاية الصراع بين من يبني العقول ومن يهدم الحجر والبشر.
وقال د. عزمي بلدونة مدير عام التربية والتعليم في محافظة طوباس:" ارتكب الاحتلال جريمة جديدة في منطقة العقبة بالأغوار الشمالية، حيث قام بهدم منشآت تأسيسية لإنشاء مدرسة ضمن المخطط الهيكلي لقرية العقبة. السبب أن الاحتلال يريد السيطرة على هذه المنطقة ويسعى لتهجير السكان الموجودين فيها".
لم يكن المشهد مجرد جرافة تقتلع حجارة، بل وجوه أهالٍ يراقبون انهيار أحلام أبنائهم أمام أعينهم. هنا يدرك الناس أن المدرسة ليست جدراناً وسقفاً فحسب، بل نافذة على مستقبل يحاول الاحتلال إغلاقها.
شاهد أيضا.. أبرز مواقف الدول والمنظمات العربية المنددة بقرار احتلال غزة
وقال أحد المواطنين:"هذه المدرسة كنا ننتظرها منذ زمن طويل، فحالياً لا توجد مدرسة في العقبة سوى مكان مستأجر، وكنا نأمل أن تكتمل على أكمل وجه. لكن هذه صورة بسيطة لمسلسل طويل لقوات الاحتلال، وهذا الأمر ليس غريباً عليهم. نحن نوجه رسالة لجميع العالم بأن أطفالنا من حقهم أن يتعلموا ومن حقهم أن يمارسوا حياتهم مثل أي طفل في العالم."
وقالت طفلة فلسطينية:"قبل أن يهدموها، كنا نفكر أنها مدرسة قريبة منا وكبيرة، وقلنا إنها أفضل من المدرسة الحالية التي يتمركز الجيش بالقرب منها ومن المناطق المحيطة. كنا نأمل أن تكون قريبة منا وأكثر أماناً."
مدرسة العقبة واحدة من عشرات المدارس في الضفة الغربية التي تعيش تحت تهديد الهدم أو الإغلاق. اعتداءات الاحتلال وجماعات المستوطنين لا تقتصر على الحجر، بل تمتد إلى الحصار والاقتحامات ومنع وصول الطلاب والمعلمين.
في ظل هذا الواقع، تبقى مدارس الضفة خطوط المواجهة الأولى، حيث تقف الطفولة الفلسطينية لتؤكد أن الهدم قد يطال الجدران، لكنه لن يطفئ نور العلم.
هُدمت المدرسة قبل أن تفتح أبوابها، والرسالة تتجاوز فعل الهدم. ما حدث في العقبة يحدث في كافة مناطق الضفة الغربية، حيث يُستهدف التعليم لأنه ينبت وعياً، وبالتالي يُستهدف المستقبل.
التفاصيل في الفيديو المرفق..