بعد أكثر من عشر ساعات من المشاورات المحتدمة، اقر الكابينيت الاسرائيلي خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرامية إلى تنفيذ عملية عسكرية تدريجية للسيطرة الكاملة على قطاع غزة التي وصفتها صحيفة كالكاليست' بانها قد تكون الأعلى كلفة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، اقتصاديًا وعسكريًا.
القرار صدر بأغلبية الأصوات ونص على حسم المعركة ضد حركة حماس عبر نزع سلاحها واستعادة جميع الاسرى الأحياء والقتلى وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة وإقامة إدارة مدنية بديلة. لكن الملاحظ ان قرار الكابينت لم ينص على كلمه الاحتلال بصراحة، واستبدلها مجلس الوزراء بكلمة سيطرة لأسباب قانونية تتعلق بالمسؤولية تجاه السكان المدنيين، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
خطة احتلال غزة وفق الاعلام العبري سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل متتالية، تبدأ بإدخال مساعدات إنسانية بكثافة إلى مدينة غزة، يتبعها تهجير الفلسطينيين إلى معسكرات مركزية في جنوب القطاع، وصولاً إلى فرض حصار محكم والسيطرة العسكرية الكاملة على المدينة، أما مخيمات وسط القطاع، فلن تُستهدف إلا في مرحلة لاحقة من الخطة.
قرار الكابينت واجه اعتراضات واسعة فقد وصف رئيس الاركان إيال زامير الخطة بأنها فخ غزة، حيث ان تنفيذها الكامل قد يستغرق عامًا إلى عامين وسيكبد الجيش خسائر باهظة ويهدد حياة الاسرى.
المعارضة الاسرائيلية اعتبرت ان قرار نتانياهو سيُغرق الكيان في مستنقع سياسي وعسكري مكلف لن يخرج أحد منه رابحًا. هذا فيما تجمع عشرات الإسرائيليين أمام السفارة الأميركية في تل أبيب وطالبوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف الحرب وإعادة ذويهم.
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ايضاً رفض الخطة لعدم تضمينها بندا يمنع وقف القتال حتى في حال إبرام صفقة لتبادل الأسرى، لكن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، دعا إلى المضي حتى النهاية في تنفيذ الخطة، رافضًا أي تسوية قبل ما اسماه تحقيق النصر الكامل. فيما قال عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفي إنّ الخطةَ تقضي بالسيطرة على كامل القطاع.
وفي سياق ردود الفعل الدولية فقد رفض الرئيس الاميركي دونالد ترامب اتخاذ موقف واضح من قرار الاحتللال مكتفيًا بالقول إن القرار يعود لإسرائيل وحدها. بينما وصفت بريطانيا قرار احتلال غزة بالخاطئ و دعت أستراليا الكيان لعدم فرض سيطرتة العسكرية على القطاع.