وقد نُقل جثمان الطفل عيد إلى مستشفى العودة جثة هامدة، بينما تبيّن أن الحادثة الرابعة من نوعها خلال أيام قليلة، ما يثير تساؤلات حول مدى أمان هذه الآلية لإيصال المساعدات.
وقد سبقت هذه الحادثة سلسلة مؤلمة مشابهة حيث استُشهد الشاب آدم الشرباصي متأثرا بإصاباته، بعد سقوط صندوق عليه في منطقة اليرموك وسط المدينة، وكذلك الممرض عدي ناهض القرعان (33 عاما) عندما سقط عليه صندوق داخل خيمته في الزوايدة، بالإضافة إلى الطفل سعيد كمال أبو يونس (11 عاماً) الذي استشهد جراء سقوط صندوق مساعدات في خان يونس — جميعها ضمن سياق إنزالات جوية منذ 16 يوليو الماضي.
تواجه طريقة إنزال المساعدات هذه انتقادات فلسطينية ودولية متزايدة، خاصة من الجهات الإنسانية التي تعتبرها أقل فعالية ومخاطرة، مقارنة بوسائل التوزيع البرية. وأوضحت وزارة الداخلية بقطاع غزة أن آثار هذه العمليات تتجاوز أي منفعة ممكن تحقيقها، إذ تحولت لحالات "فوضى وخسائر" تهدد حياة المدنيين، كما أنها تتماشى مع سياسة "هندسة التجويع".
يشهد قطاع غزة حالة إنسانية كارثية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على المعابر منذ مارس، والذي أدى إلى وصول محدود جدا للمساعدات.
1
ووفق الأمم المتحدة، تحتاج غزة إلى مئات الشاحنات يوميا لتجاوز حالة المجاعة، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث السكان لم يتلقوا أي طعام منذ أيام.
إضافة إلى ذلك، رُصد مقتل المئات من الفلسطينيين أثناء محاولة تلقي المساعدات عند نقاط التوزيع، حيث تشير تقارير إلى شن إطلاق نار متواصل من قوات إسرائيلية على قوافل ومواطنين تحت الذريعة الأمنية.