جسور غزة المتبقية التي تربطها بالعالم تدمر بالعمد واحدة تلو الأخرى.. فمحيط مستشفى الشفاء شهد عملية قتل عمد أخرى تسجل في سجل هذا المستشفى، فقد استهدفت طائرة مسيرة اسرائيلية خيمة للصحفيين قرب مجمع الشفاء الطبي، ما أدى إلى استشهاد خمسة صحفيين بينهم المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، فيما أصيب آخرون بجروح.
وأقر جيش الاحتلال باغتيال الصحفي أنس الشريف متهما إياه بقيادة خلية في حركة حماس وأنه كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ من القطاع.
والمفارقة أن هذه الجريمة ارتكبت بعد ساعات قليلة من مؤتمر لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحدث فيه عن إيعازه للجيش بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة بعد أن منع دخولهم منذ بدء حرب الإبادة.
وأدان المرصد الأورومتوسطي الجريمة وقال إنها تعكس المستوى الخطير الذي وصل إليه استهتار كيان الاحتلال بالقوانين الدولية وتعبير صارخ عن نتائج الإفلات من العقاب الناجم عن سياسة الدعم والصمت التي يمارسها المجتمع الدولي الذي يسكت ويمرر مثل هذة الجريمة.
هذا ودان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك اغتيال الصحفيين مطالبا بتوفير الحرية بدون استهداف لكل العاملين في الإعلام.. فيما أعرب نادي الصحافة الأميركية عن حزنه ودعا إلى تحقيق شفاف في ملابسات عملية القتل.
من جانبه قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال نفذ جريمة حرب مكتملة الأركان مع سبق الإصرار والترصد لإسكات الحقيقة وطمس معالم جرائم الإبادة الجماعية، فيما وصف ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين اغتيال الصحفيين بأنه يوم أسود في تاريخ الصحافة الفلسطينية.
هذا فيما دانت الفصائل الفلسطينية الجريمة الإسرائيلية، وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في بيانات منفصلة إن اغتيال الصحفيين في غزة يعتبر جريمة حرب تستوجب المساءلة الدولية، مضيفة أن الاحتلال يسعى إلى اسكات الصحفيين من أجل ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم بحق أهالي غزة.
وباستشهاد الشريف وزملائه يرتفع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 237 منذ بداية الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي منذ نحو عامين.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..