ومنذ وصول حزب البعث العراقي الى السلطه عام 1968 ميلادي وخاصة خلال فتره 24 عاما من حكم صدام فقط قتل او فقد حوالي سبعة ملايين عراقي حتى اليوم لا يزال مصير معظمهم مجهولا الى حد كبير.
وتحمل الحياة دائماً الكثير من الحكايات لتحكيها - أحياناً تكون حلوة وأحياناً مرة - لكن منذ سنوات طويلة لم يكن لبلد آبائي وأجدادي أي حكاية سوى الحكايات المريرة؛ مرارة فقدان أحبائنا وفراغ ملايين الإطارات من صور وذكريات الراحلين.
تُعتبر مدينة النجف من أهم المدن العراقية بسبب وجود مقام أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) فيها. هذه المدينة كانت دائماً في قلب التحولات الدينية والاجتماعية والسياسية، ولعبت دوراً رئيسياً في الانتفاضات المختلفة ضد حكم صدام الظالم.
ومنذ وصول "صدام حسين" إلى السلطة، كان أحد أهدافه الرئيسية إبعاد الشعب العراقي عن التعاليم الدينية والمذهبية. ومن أجل تنفيذ ذلك، ارتكب أبشع الجرائم. كانت ذروة جرائم النظام البعثي ضد الدين في منع إقامة مراسم أيام محرم، خاصة مسيرة الأربعين. أحد الأمثلة على ذلك هو أحداث انتفاضة شهر صفر عام 1977. ومن الأمثلة البارزة الأخرى كان الحضور الواسع والفاعل لأهالي مدينة النجف في انتفاضة شهر شعبان.
شاهد أيضا.. احداث دموية لا تمحى من ذاكرة بلاد الرافدين
ولتسليط الضوء على تلك الأحداث، يجب الاستماع إلى الشهادات من أولئك الذين كانوا حاضرين في الانتفاضة:
وقال السيد عبد اللطيف عميدي استاذ علوم التربية الإسلامية وهو شاهد على أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 :" في بداية الأحداث، خصوصاً بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت، كان هناك إحباط لدى الشعب جميعاً ونقمة شعبية من تصرفات وجرائم ومغامرات صدام وحروبه المتكررة. كانت السجون ملأى بالمعتقلين إلى أن وصل به الحال أنه يحارب الشعائر الحسينية".
وأضاف:"كان هناك حراك بيننا نحن الشباب المؤمن المسلم بأنه يجب علينا عدم السكوت والتحرك من أجل إحداث ثورة ضد هذا النظام. لقد طفح الكيل - لم نعد نتحمل. إلى متى نظل صامتين؟ هذا النظام تمادى في طغيانه، تمادى في إجرامه، تمادى في استهتاره بمقدرات الشعب العراقي".
ولما مُني الجيش العراقي بهزيمة نكراء وانتكاسة كبيرة أدت إلى انسحابه من الكويت بعد احتلاله لها، كان هناك حراك شعبي قوي للانتفاضة على هذا النظام."
التفاصيل في الفيديو المرفق ...