في إطار مواقفها الثابتة تجاه لبنان وشعبه، جاءت زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني إلى بيروت، والتي عكست مواقف إيران الثابتة إلى جانب لبنان وحكومته وشعبه ومقاومته في مواجهة العدو الإسرائيلي، ودعم إيران الثابت والتاريخي للحق اللبناني في مقاومة الاحتلال.
وهذا ما عكسته المواقف الإيرانية تاريخياً منذ انتصار الثورة الإسلامية، وصولاً إلى وقوف هذه الثورة والجمهورية الإسلامية الإيرانية مع لبنان أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. وإيران لم تدخر جهداً في هذا المجال، وقدمت كل ما يمكن تقديمه من دعم للبنان وشعبه عبر سنوات طويلة.
جاءت زيارة لاريجاني إلى لبنان هذه المرة لتؤكد على متانة هذه العلاقة، وتؤكد أيضاً على روح الأخوة بين الدولتين: إيران ولبنان.
الموقف الإيراني الواضح الذي أطلقه الدكتور لاريجاني من مطار بيروت عكس الموقف الثابت للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث قال إن هذه المواقف التي يدلي بها في مطار بيروت الدولي هي المواقف الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه لبنان وشعبه وحكومته، وهذه المواقف لا تحتمل التأويل ولا التفسير.
شاهد أيضا.. من طهران إلى بيروت… إيران تجدد وقوفها إلى جانب لبنان في كل الظروف
هذا الموقف انعكس أيضاً في مكان آخر على طريق مطار بيروت في الاستقبال الشعبي والحاشد للدكتور لاريجاني، والذي يؤكد من جهة أخرى على عمق العلاقة الشعبية بين لبنان وإيران.
من تابع هذا الاستقبال الشعبي للدكتور لاريجاني على طريق المطار يدرك تماماً أن هذا الاستقبال كان عفوياً وتلقائياً، ولم يكن بدعوة من أحد ولم يكن منظماً، إنما عبّر عن حب الشعب اللبناني وامتنانه للمواقف الإيرانية التي عبّر عنها لاريجاني ويعبّر عنها كل المسؤولين الإيرانيين، ليس بالكلام فحسب، وإنما أيضاً بالوقوف إلى جانب شعب لبنان ومقاومته وحكومته.
إيران لا تفرق بين الشعب اللبناني والدولة اللبنانية وبين كل الطوائف اللبنانية ومكونات الشعب اللبناني، وطبعاً هذا الأمر يأتي على لسان كل المسؤولين الإيرانيين.
الكلام الواضح والصريح للاريجاني عبّر عن الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن هذه الزيارة تأتي تحت هذا العنوان.
ذهب بعض الإعلام اللبناني إلى قلب الصورة تماماً ليقول شيئاً آخر، شيئاً يعبّر عن رغباته ومكنوناته، وربما من يدفعه في هذا الاتجاه. فتحدث بعض الإعلام عن هذه الزيارة للدكتور لاريجاني بأنها زيارة خلسة، وكأنها تأتي تحت جنح الليل وهي غير مرغوب بها.
هذه زيارة ليست خلسة، فالخلسة هي صفة من يأتي خائفاً ومتخفياً، أما الزائر الإيراني فقد جاء إلى مطار بيروت وعقد مؤتمراً صحفياً وحدد جدول ومواعيد زياراته ولقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين، واستُقبل استقبالاً حاشداً على طريق المطار، وترجّل من سيارته وألقى التحية على المحتشدين. فهذا الزائر لا يتخفى ولا يخاف كغيره من الزائرين والمبعوثين، والأمريكي على وجه الخصوص الذي يأتي دون أن يعلم به أحد ويغادر دون أن يعلم به أحد، ويتحرك في لبنان دون أن يعلم أحد بجدول مواعيده.
لكن لاريجاني الذي قال بوضوح إن زيارته تأتي في إطار الدعم الإيراني للبنان وشعبه وحكومته، عبّر بشكل واضح عن سياسة إيران.
لكن بعض الإعلام اللبناني لم يكتف بالتحريض ووصف الزيارة بأنها خلسة وكأنها غير مرغوب بها، بل حرّض أيضاً على مضمون هذه الزيارة واعتبرها تدخلاً فاضحاً في الشأن اللبناني.
التفاصيل في الفيديو المرفق...