كارثة صحية في غزة: الطفح الجلدي يهدد الأطفال والكبار

الإثنين ١٨ أغسطس ٢٠٢٥
١٢:١٧ بتوقيت غرينتش
كارثة صحية في غزة: الطفح الجلدي يهدد الأطفال والكبار تفاقمت الأوضاع الصحية في قطاع غزة بشكل خطير مع انتشار حالات الطفح الجلدي الملتهب بين آلاف الأطفال والكبار في مراكز الإيواء والخيام، نتيجة الحرّ الشديد، وانعدام النظافة، وغياب أبسط مقوّمات الرعاية الطبية.

معظم العائلات النازحة تعيش في ظروف قاسية داخل خيام مكتظة أو مدارس تحوّلت إلى مراكز إيواء، في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة، وغياب المياه النظيفة ووسائل الاستحمام، ما جعل أجساد الأطفال بيئة خصبة للأمراض الجلدية، وفي مقدمتها الطفح الجلدي الذي يتطور في كثير من الحالات إلى التهابات حادة ومؤلمة.

إقرأ أيضاً..استهداف طفلة فلسطينية أثناء بحثها عن الماء + فيديو

ويحذر الأطباء من أنّ تفشّي هذه الأمراض يهدّد بوقوع كارثة صحية، خصوصًا مع نفاد الأدوية والمضادات الحيوية والمراهم الجلدية من صيدليات غزة، إذ لم تعد رفوف الصيدليات تحوي أي نوع من العلاج. ويؤكد مختصون أنّ انعدام الدواء يحوّل أمراضًا بسيطة قابلة للعلاج إلى أمراض مزمنة وخطرة قد تؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة المرضى، خاصة الأطفال.

خيام تتحول إلى أفران

في شهادات من داخل مراكز الإيواء، تقول أم محمد، وهي نازحة من شمال غزة: "أطفالي الثلاثة يعانون من طفح جلدي مؤلم، ولا أجد ما أضعه على أجسادهم سوى الماء البارد. أبحث يوميًا عن أي دواء في الصيدليات، لكن لم أجد شيئًا. كل ما نسمعه هو: الدواء غير موجود".

وتروي أم محمد: "الخيمة تتحول في النهار إلى فرن، الحرارة خانقة، وأطفالي لا يتوقفون عن البكاء بسبب الحكة والحرارة التي تغطي أجسادهم بالبثور. أصغرهم عمره عام واحد فقط، وجسده كله مليء بالطفح الملتهب، ولا أملك سوى قطعة قماش مبللة أضعها على جلده لتخفيف الألم".

وتشدد على أن حالة أطفالها تستدعي استمرار تزويدهم بالمراهم والمضادات الحيوية، وهي مفقودة الآن في القطاع، كما أن قلة الغذاء وضعف المناعة يساهمان في استمرار انتكاساتهم. وتضيف أن المستشفيات لا تملك سوى المسكنات لتخفيف الألم عن الأطفال.

أما أبو علاء، وهو أب لأسرة نازحة من حي الزيتون، فيقول: "ننام في الخيمة على حرارة لا تُطاق، ويفترش أطفالي الأرض بلا فرش ولا تهوية. خلال أسبوع واحد أصيب أربعة من أطفالي بالطفح الجلدي الذي تحوّل إلى جروح مفتوحة. نقلتهم إلى النقطة الطبية لكنهم لم يقدموا سوى مسكنات بسيطة".

وضع كارثي

تصف لجان الإغاثة الوضع بأنه "انهيار صحي شامل"، حيث لم يعد القطاع الصحي قادرًا على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة. ومع الحصار الخانق ومنع إدخال الإمدادات الطبية، يواجه عشرات آلاف المرضى خطرًا مضاعفًا.

الدكتور الصيدلي ذو الفقار سويرجو قال إن تزايد الإصابات يعود إلى اجتماع عدة عوامل، أبرزها:

غياب المياه النظيفة واعتماد النازحين على الاستحمام بالمياه المالحة.

ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، ما أدى لظهور التهابات سطحية في الجلد تحولت لاحقًا إلى طفح جلدي ملتهب.

ضعف المناعة لدى الأطفال وعدم قدرة الجلد على مقاومة البكتيريا، وهو ما جعل العدوى تنتشر بسرعة في الوجه والجسم.


وأشار في حديث خاص بـ"الرسالة" إلى أن الحالة خرجت من إطار مرضي عادي لتصبح "وباءً" بعد وصول الإصابات إلى آلاف الحالات يوميًا، خاصة بين الأطفال.

وأوضح أن الكارثة تتفاقم بسبب انعدام الأدوية والمضادات الحيوية، سواء عبر الفم أو الجلد، إضافة إلى فقدان المرطبات والملطفات والمنظفات الطبية. وذكر أن غياب العلاج يعني أن الإصابات قد تتطور إلى تسمم دموي ومضاعفات خطيرة تهدد حياة الأطفال، خصوصًا في ظل انهيار النظام الصحي وعجز المراكز الحكومية عن استيعاب حتى جزء بسيط من حجم الحالات.

وبيّن أن الصيدليات كانت في بداية الأزمة توفر بعض الكريمات والمضادات البسيطة للتخفيف من معاناة المرضى، لكن الوضع الآن بات أكثر صعوبة: "اليوم أكثر من 90% من الأدوية مفقودة من الصيدليات، ورغم معرفتنا بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، إلا أن عجزنا عن توفير العلاج يحول دون إنقاذ المرضى".

وعن النصائح الممكنة للتخفيف من تفاقم المرض، قال د. سويرجو: "للأسف حجم الكارثة أكبر من أي نصائح، لأننا أمام استهداف جماعي ومتعمد للقطاع الصحي. مواجهة هذا الوضع باتت مستحيلة دون وقف الحرب وتدخل خارجي عاجل لإنقاذ وزارة الصحة والشعب الفلسطيني من الإبادة الصحية".

وحذر من أن غزة تتجه إلى "وضع كارثي بكل معنى الكلمة" إذا استمر غياب الدواء والدعم الطبي.

انتكاسات صحية

وفي تصريحات صحفية، حذر الهلال الأحمر في قطاع غزة من تداعيات موجة الحر الشديدة، مشيرًا إلى أنها تسببت بظهور أمراض وانتكاسات صحية خطيرة في صفوف النازحين، حيث يعيش أكثر من 90% من سكان غزة في خيام لا تقيهم حرارة الصيف القاسية.

وأضاف الهلال الأحمر أن سلطات الاحتلال تتعمد تدوير حركة النزوح داخل القطاع، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعرضهم لأمراض بسبب سوء التغذية وانعدام النظافة.

وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتدخل العاجل لتأمين الحماية والرعاية للنازحين، وتوفير الاحتياجات الأساسية من مياه صالحة للشرب وملاجئ آمنة.

ويدعو الأطباء والهيئات الإنسانية إلى إدخال شحنات عاجلة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي يعني أن الأمراض الجلدية ستتفاقم، وربما تتطور إلى التهابات وبائية يصعب السيطرة عليها في ظل ظروف النزوح والمعاناة المستمرة.

وكانت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد ذكرت أن "أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفًا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي"، مشددة على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.

0% ...

آخرالاخبار

نداء شعبي لـ"حملة مقاطعة داعمي 'إسرائيل' في لبنان" رفضا للتطبيع


مستشار قائد الثورة مخاطبا الإمارات: لصبرنا حدود


تصعيد إسرائيلي متواصل في الضفة.. شهيد واقتحامات واعتداءات المستوطنين


إنطلاق المرحلة 2 من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية


منتخب إيران للتايكواندو یحصد ذهبيتين في بطولة العالم للشباب


اتفاق غزة بين الاعتداءات الإسرائيلية وخطة ترامب


بعد هلاك 'أبو شباب'.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال للاستسلام


الرئيس الروسي.. سنواصل 'دون انقطاع' تصدير الوقود للهند


متحدث الفيفا يرحب بحضور ممثلي إيران في حفل قرعة كأس العالم


فنزويلا تواجه عزلة جوية بعد وقف شركات طيران رحلاتها إليها