يرصد برنامج "نقطة تواصل"، عبر شاشة قناة العالم الإخبارية، تحولات السياسة، وارتداد التصريحات، وتفاعلات الشعوب في عالم لم تعد فيه وسائل التواصل الاجتماعي مجرد مرآة، بل أداة ضغط وأحيانًا سلاح بحد ذاته.
وتسلط هذه الحلقة من البرنامج الضوء على تصريح نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"، حيث أشعل منصات التواصل، وكشف الوجه الحقيقي للمشروع التوسعي الصهيوني. منشورات غاضبة ومواقف متضاربة بين الداخل الإسرائيلي والغضب العربي والإقليمي.
في خطوة تعكس رؤية توسعية واضحة أعلن بنيامين نتنياهو تمسكه بما يسميه "إسرائيل الكبرى"، في تصريح يضع النقاط على حروف مشروع لم يغِب يومًا عن الوجدان الصهيوني.
المسألة لم تعد محصورة بحدود معترف بها دوليًا، بل تتعداها إلى أطماع مفتوحة على الجغرافيا العربية، تشرعن الاستيطان، وتسوّغ الضم، وتعيد إنتاج حلم استعماري قديم.
هذا التصريح ليس مجرد دعاية سياسية أو مزايدة انتخابية، بل تعبير واضح عن عقيدة مؤسسة تداولتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، تنتظر اللحظة المواتية لتطل من جديد.
تكمن خطورة التصريح في كونه لا يقرأ الماضي فحسب، بل يرسم طريقًا يريد نتنياهو سلوكه في الحاضر والمستقبل، مستندًا إلى صمت دولي وعجز إقليمي.
وقال نتنياهو: "عندما تكون في امتحان، تسأل نفسك: لماذا أنا هنا؟ نحن هنا لتفويض من أجيال، أجيال من اليهود حلموا أن نأتي إلى هنا، وأجيال ستأتي بعدنا. هل أشعر بتفويض تاريخي وروحاني؟ فالإجابة هي نعم."
هذه الكلمات أشعلت منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها نشطاء فلسطينيون وعرب بأنها كشف صريح لجوهر المشروع الصهيوني، في حين اعتبر آخرون أن نتنياهو فقط يترجم على لسانه ما يمارسه يوميًا من استيطان وتهجير، وسط سيل من الإدانات تحول التصريح إلى وسم متداول بكثافة يعبر عن قلق عميق من أطماع لا تتوقف عند حدود فلسطين وحدها، بل تمتد إلى المنطقة بأسرها.
تصريح نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" لم يكن معزولًا عن الواقع، بل جاء متناغمًا مع خطاب اليمين الصهيوني المتطرف الذي يترجم هذه العقيدة على الأرض.
فبينما يؤكد رئيس الوزراء ارتباطه الأيديولوجي بمشروع توسعي يتخطى الحدود، يعلن المدير التنفيذي لحزب الصهيونية الدينية ليقول بوضوح: "اليوم ندفن الدولة الفلسطينية إلى الأبد"، متفاخرًا بانطلاق مشروع توسعة مستوطنة على أراضي الفلسطينيين شرقي القدس، في خطوة تهدف إلى سلخ المدينة عن محيطها وقطع الطريق على أي كيان فلسطيني مستقبلي.
متابعة تصريح نتنياهو تكشف الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني، وتتلاقى مع تصريحات قيادي أمني إسرائيلي سابق تحدث فيها عن قتل عشرات الفلسطينيين مقابل كل قتيل إسرائيلي.
هذا التوازي بين الخطاب السياسي الرسمي وسياسات التوسع على الأرض، يعكس أيديولوجيا توسعية قائمة على الأرض والدم، تهدف إلى سلخ القدس ودفن أي أمل للدولة الفلسطينية.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..