شهد مسرح وحدت في طهران مساء الثلاثاء واحدة من أبرز العروض الموسيقية في السنوات الأخيرة، حيث قدّم الأوركسترا السيمفوني الإيراني بقيادة المايسترو نصير حيدريان، وبتأليف الموسيقار بهزاد عبدي، أوراتوريو عاشورائي بعنوان "نامیرا" (الخالد).
العمل لم يكن مجرد حفل موسيقي، بل لوحة مركبة جمعت بين الموسيقى السيمفونية والغناء الإيراني والتمثيل المسرحي، لتجسيد واقعة كربلاء من خلال تسع لوحات درامية امتزج فيها البعد الحماسي مع المأساوي.
أوركسترا طهران يحوّل عاشوراء إلى سيمفونية خالدةتنوّعت المشاهد بين دخول قافلة الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء، وخطبه مع أصحابه وأهل الكوفة، مرورًا بـ شهادة الحر بن يزيد الرياحي وعلي الأكبر، وعلي الأصغر وابوالفضل العباس(ع)، وصولًا إلى المشهد الختامي الذي صوّر مآسي السبايا ورثاء السيدة زينب(س).
وشارك في الأداء مجموعة من أبرز الأصوات مثل وحيد تاج (الراوي)، حسين عليشاپور (الإمام الحسين(ع))، مجتبی عسكری (ابوالفضل العباس (ع))، هادي فيضآبادي (علي الأكبر)، ومحسن زرآباديپور (شمر بن ذي الجوشن)، إلى جانب الممثلة بهناز نادري في دور السيدة زينب(س).
أوركسترا طهران يحوّل عاشوراء إلى سيمفونية خالدةامتاز العمل بموسيقى عبدي التي مزجت بين التيمات الكلاسيكية والأنغام الإيرانية العاشورائية، فجاءت قوية في المشاهد البطولية وحزينة عميقة في المواقف المأساوية. أما حيدريان فنجح في ضبط هذا التكوين الضخم من الأوركسترا والجوقة والممثلين، ليخرج العمل متماسكًا ومؤثرًا حتى لحظاته الأخيرة.
أوركسترا طهران يحوّل عاشوراء إلى سيمفونية خالدةالعرض الذي قُدّم بدعم من مؤسسة رودكي ومركز مأوا، حظي بإقبال جماهيري واسع، حيث امتلأت مقاعد المسرح عن آخرها، وخرج الحضور بانطباع أن "نامیرا"(الخالد) لم يكن مجرد حفل، بل محاكاة موسيقية مسرحية حيّة لملحمة كربلاء.