تتصاعد وتيرة التصريحات والتحرّكات السياسية والعسكرية حول أوكرانيا، في وقت تزداد فيه المؤشرات على معركة طويلة المدى تتجاوز الميدان العسكري إلى أروقة الدبلوماسية والتحالفات الدولية. وبين رسائل الناتو وكييف من جهة، وموسكو من جهة أخرى، يبقى مستقبل الحرب مفتوحاً على كل الاحتمالات.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم موسكو بتعطيل لقاء محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً في الوقت ذاته انفتاح بلاده على الحوار، لكنه شدد على أن هذا الحوار يجب أن يقترن بضمانات أمنية واضحة تشارك فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها، مطالباً بفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم تبد جدية في إنهاء الحرب.
وبالتوازي مع مواقف كييف، أعلن الأمين العام لحلف الناتو مارك روته أنّ الضمانات الأمنية الجاري إعدادها ستكون قوية وملزمة، وأن الحلف يشتري بالفعل أسلحة فتاكة وأنظمة دفاع جوي لإرسالها إلى أوكرانيا. روته شدّد على أنّ الناتو سيساعد كييف في تطوير جيشها وتعزيز صناعاتها الدفاعية، مؤكداً أنّ دعم الحلف 'راسخ'.
في المقابل، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنّ بوتين مستعد لعقد لقاء مع زيلينسكي حين يكون جدول الأعمال جاهزاً، مشيراً إلى أنّ ذلك لم يتحقق حتى الآن. لافروف لفت أيضاً إلى أنّ موسكو أبدت مرونة حيال بعض مقترحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في وقت تتهم فيه كييف برفض هذه المبادرات التي كانت واشنطن تعتبرها أساساً لتسوية الأزمة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدات روسين يار وفولوديميريفكا وكاترينيفكا في دونيتسك شرقي أوكرانيا، وسط استمرار المعارك على عدة محاور دون مؤشرات لتهدئة قريبة.
وبينما يتقدم الروس على الأرض، ويتسابق الحلفاء على صياغة ضمانات أمنية لكييف، تتواصل الجهود الدبلوماسية لتحديد مسار الحرب أو السلم، إلا أنّ التباين العميق بين مواقف موسكو وكييف يجعل أي تسوية أقرب إلى رهانات مفتوحة لا إلى وقائع وشيكة.