وقال مراسلنا إن الفلسطيني لم يعد يعوّل كثيراً على العالم الخارجي، لأن ما يجري في غزة يكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي. فكلما حاول البعض انتقاد اليمين المتطرف، حتى من داخل الكيان، سرعان ما يجد التبرير والدعم من "ساكن البيت الأبيض"، الذي يقف إلى جانب الاحتلال حتى ولو أبيد قطاع غزة بالكامل، ما يجعل من المستحيل محاسبته لوجود قوة عظمى تحميه.
ولفت مراسلنا إلى أن المسألة لا تتعلق فقط بإحراج القيادة السياسية، بل بإنقاذ القيادات العسكرية الإسرائيلية لأنفسهم من الملاحقة مستقبلاً، إذ لديهم قناعة بأنهم سيُطلبون يوماً ما للعدالة الدولية. وأوضح أن مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت جعلت قادة آخرين، مثل غيمر، يسعون لتجنب التحول إلى مجرمي حرب.
وأشار إلى أن القانون الدولي يمنح أي دولة تفتح تحقيقاً داخلياً في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية فرصة للإفلات من الملاحقة الدولية، ولهذا تحاول القيادات العسكرية الإسرائيلية حماية نفسها، وأيضاً دفع نتنياهو ويسرائيل كاتس إلى الزاوية.
شاهد أيضا.. حماس: جريمة خان يونس إمعان في حرب الإبادة
ورأى مراسلنا أن هيرتسي هاليفي بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأن الحرب الحالية معركة خاسرة ستنتهي بفشله وبانتهاء مستقبله العسكري. ففي السجال القائم، يحاول هاليفي إلقاء المسؤولية على القيادات السياسية مثل سموتريتش وغيره، متهماً إياهم بعدم فهم أبجديات العمل العسكري، غير أن نتنياهو يرفض نصائحه ويصر على المضي في قراراته.
وحول مستقبل هذا الخلاف، أوضح مراسلنا أن من المرجح أن تنتهي ولاية هاليفي قبل موعدها، إذ كان يفترض أن تستمر ثلاث سنوات، وهو الآن في عامه الأول. وتوقع أن يُقدم هاليفي في لحظة ما على "الالتفاف نحو المستقبل"، عبر استقالة مفاجئة يبررها برفضه توريط الكيان أكثر في حرب وجودية مدمرة، مقدماً نفسه لاحقاً كخيار سياسي بديل.
أما بشأن الخطة العسكرية الخاصة بمدينة غزة (رفح)، فأوضح أن لا تجميد فعلي لها، فالمؤسسة العسكرية تنفذ قرارات المستوى السياسي، ولها حق الاعتراض دون حق الرفض، لأن الرفض يعادل الانقلاب، وهو ما لم يحدث في تاريخ الكيان. واعتبر أن العملية قائمة، ونتنياهو يستخدمها كورقة ضغط على حماس لإجبارها على قبول شروط مجحفة.
وفي الملف اللبناني، لفت مراسلنا إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة ولقاءه بإيهود باراك لم يقدما جديداً، وأن الإعلام الإسرائيلي ما يزال يروج لفرضية اندلاع حرب أهلية في لبنان. وأكد أن كتّاباً مثل "إسرائيل هارئيل" و"تسفي بارئيل" و"بن كاسبيت" يكررون هذه الرؤية، معتبرين أن استمرار الاحتلال لمواقعه الخمسة في جنوب لبنان هو ما يحمي حدودهم الشمالية، فيما يبدون قناعة بأن لبنان متجه نحو حرب أهلية وشيكة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...