ورغم نجاح “تل أبيب” طوال الشهور الماضية في المماطلة وتعطيل أي اتفاق بذريعة تمسك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالشروط التي وضعها في البداية لإنهاء العدوان على رأسها القضاء على “حماس” أو استسلامها، إلا أن التوجه الآن بات في طريق آخر غير المقترحات.
التوجه الجديد مخطط له بحرفية ودقة بدأ بانتقاد حاد موجه للوسيطين المصري والقطري في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتركيز الإعلام العبري خلال الفترة الأخيرة على “عدم الاقتناع” بدورهما في الوساطة أو حتى اتهامهما بالانحياز نحو حركة “حماس” على حساب كيان "إسرائيل"، فيما تكون الخطوة التالية بالبحث عن وسيط بديل يكسب فيه نتنياهو المزيد من الوقت لتمرير مخطط تدمير غزة واحتلالها وتهجير سكانها قسرًا.
هذه الخطوة لم تتوار كثيرًا عن وسائل الإعلام، فقد كشف تفاصيلها الإعلام العبري وهو الامر الذي سيكون عقبة جديدة تعرقل أي توافق في ملف إنهاء حرب غزة، خاصة بعد أن أعلنت حركة “حماس” صراحة موافقتها على المقترح الجديد الذي وضع على الطاولة.
وسائل إعلام عبرية، قالت إن مداولات تجري خلف الكواليس في أوساط "إسرائيل"، لنقل المفاوضات مع حركة “حماس”، إلى دولة الإمارات أو دولة أوروبية.
وأشارت إلى أن من بين الخيارات المطروحة عاصمة أوروبية أو دولة عربية قد تكون الإمارات التي زارها وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، مؤخرا وأجرى محادثات فيها بهذا الشأن.
ومن المقرر أن يعقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، جلسة للكابينت الموسع الثلاثاء بشأن العدوان على القطاع، ومفاوضات صفقة تبادل أسرى مع حماس.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن هناك مداولات سياسية تجري من وراء الكواليس حول موقع جديد للمحادثات، خلافا لما كانت عليه في قطر أو مصر.
ولم يقرر نتنياهو بعد ما إذا كان سيوفد الفريق المفاوض نفسه الذي أجرى مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة مؤخرا، أم سيجري تغييرات على تركيبته. فيما من المحتمل أن يعود رئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي التقى مؤخرا رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الفريق.
ونقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن مقترح الوسطاء لم يعد ذا صلة، مشيرين بالقول: “لقد تجاوزناه ونقلنا لهم الرسالة بشكل حاسم، “الاتفاقات المقبلة مع حماس ستقتصر على الإفراج عن جميع المختطفين وإنهاء الحرب بالشروط التي تكون إسرائيل مستعدة لها”.
وتطرقوا إلى العلاقة بين احتلال مدينة غزة والصفقة، بالقول “لن تكون هناك أي علاقة، عملية احتلال غزة ستبدأ بعد استنفاد إجراءات الإخلاء، ولن يتوقف ذلك بل على العكس سيسرع من وتيرة المحادثات”.
وفي السياق، نقل رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، رسالة إلى نتنياهو مفادها بأنه “يجب قبول الصفقة المطروحة على الطاولة الآن”، مضيفا أن “الجيش هيأ شروط الصفقة، وهي الآن بين يدي نتنياهو”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الزج باسم الإمارات بملف غزة، وقبل أشهر قال مسؤول إماراتي لشبكة “CNN إن الإمارات العربية المتحدة تجري مناقشات حول إمكانية لعب دور في جهود ما بعد الحرب لإعادة بناء غزة، لكن شروطها للقيام بذلك لم يتم الوفاء بها بعد.
وقال المسؤول الإماراتي: “رغم إجراء العديد من المحادثات غير الرسمية، إلا أن الأطراف المعنية لم تتماش مع الشروط المسبقة لدولة الإمارات العربية المتحدة لمشاركتها في أي جهد ما بعد الحرب في غزة”.
وكان المسؤول يرد على تقرير لوكالة “رويترز” للأنباء يفيد بأن المناقشات التي جرت وراء الكواليس بين الإمارات والإحتلال والولايات المتحدة شملت إمكانية قيام الإمارات والولايات المتحدة ودول أخرى بالإشراف مؤقتا على الحكم والأمن وإعادة إعمار غزة بعد الحرب.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى كشركاء محتملين للمساعدة في حكم المنطقة بعد الحرب، لكن الإمارات العربية المتحدة قالت في وقت سابق إنها سترفض “الانجرار إلى أي خطة تهدف إلى توفير غطاء لتل أبيب والوجود الإسرائيلي في قطاع غزة”.
والتساؤلات المطروحة هنا.. هل يمكن للإمارات أن تلعب دور الوسيط بملف غزة؟ وماذا ستُقدم؟ وكيف سينظر لدورها؟ وهل ستوافق “حماس”؟
(رأي اليوم)