ضيف وحوار:

الشيخ شعبان: ما يجري بلبنان اليوم هو محاولة كسر نهائية لمشروع المقاومة

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥
٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش
تشهد الساحة اللبنانية تحولات كبرى على المستويين السياسي والميداني، حيث لا تزال الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على الأراضي اللبنانية، ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على خمس نقاط داخل لبنان، مع توسع مستمر ليصل إلى سبع نقاط بعد ضم نقطة جديدة.

على الصعيد السياسي، تتخذ الحكومة اللبنانية لاتخاذ قرار حاسم في الخامس والسابع من أغسطس الجاري بنزع سلاح المقاومة، تلبية للورقة الأمريكية وتنفيذاً للبنود المدرجة ضمنها، مما يعكس تصاعد الضغوط الدولية على لبنان.

الواقع السياسي والمخاطر المحدقة في لبنان

وفي حديث خاص مع قناة العالم، اعتبر أمين عام حركة التوحيد الإسلامي، الشيخ بلال شعبان، أننا نقف وسط معركة مستمرة لن تتوقف إلا برفع الراية في القدس. ورغم الضبابية والجنون الصهيوني العالمي، أكد شعبان أن ما يجري في لبنان اليوم يمثل محاولة كسر نهائية لمشروع المقاومة.

وأشار إلى أن لبنان يُعاقب اليوم لأنه نموذج ملهم في المنطقة، نموذج لا يكتفي بالغضب والشجب بل يتوجه إلى القتال في سبيل الله، في وجه الاحتلال.

وأوضح أن المقاومة اللبنانية تطورت من حركة شعبية فلسطينية إلى مقاومة وطنية، قومية، وإسلامية، وأصبحت نموذجاً للمقاومة الأقوى في الشرق الأوسط، التي قالت "لا" للكيان الصهيوني، الذي وصفه بأنه بؤرة استعمارية متقدمة في المنطقة.

وأكد أن كسر هذه المقاومة هدف أساسي لإسرائيل، لأنها قد تلهم شعوب المنطقة، من الأردن إلى سوريا ومصر، حيث إن استيقاظ دول الطوق يعني نهاية إسرائيل.

وربط الشيخ شعبان ما يجري اليوم بتاريخ الاستعمار، مشيراً إلى أن وعد بلفور وسايكس بيكو شكلا الأساس الذي بني عليه الكيان الصهيوني الغاصب، واصفاً دول سايكس بيكو بأنها خط الدفاع الأول عن الكيان، بمثابة "القبة الحديدية" التي تحمي الاحتلال.

وأشار إلى أن هذه الأنظمة تمثل "شجر الغرق" الوارد في الحديث الشريف، وأن لبنان وشعبه ومقاومته يشكلون معادلة مختلفة تستوجب الضغط من أجل إنهائها، لكنه أكد أن المقاومة لن تنتهي.

استمرار المعركة العسكرية وموقف الدولة

وقال الشيخ شعبان إن المعركة العسكرية في لبنان لم تتوقف بعد توقيع وقف إطلاق النار، فالأعمال الحربية استمرت رغم أن المقاومة توقفت وكان على الدولة أن يرد على العدوان.

وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية تواصل القصف، وبعد وقف إطلاق النار سقط نحو 400 شهيد، وحدث أكثر من 4200 انتهاك، وهو ما يطرح سؤالاً كبيراً حول دور الدولة اللبنانية في الدفاع.

وصف الشيخ شعبان رؤية الحكومة التي تعتبر الجيش وحده المسؤول عن الدفاع بأنها "كلام حق يراد به باطل"، موضحاً أن الدفاع عن الوطن مسؤولية الجميع، وإذا لم تستطع الجيوش الدفاع يجب أن يتولى الشعب هذه المهمة.

وأوضح أن الفقه الإسلامي يفرض على الرجال الدفاع عن الأرض المقدسة، وإذا لم يستطع الرجال، وجب على النساء مقاومة الاحتلال حتى بدون إذن أزواجهن.

وأضاف أن التقسيم الذي حدث في بلادنا، جعل الدول تتحول إلى "شيع" متناحرة، مشيراً إلى أن النظام الغربي يحصر حمل السلاح بالجيش فقط، وهذا لا يكفي عندما لا يستطيع الجيش الرد على الاعتداءات.

وأعاد إلى الأذهان نكبة 1967 التي غلبت إسرائيل على 6 جيوش عربية في 6 أيام فقط، مشيراً إلى أن مقاومة خمسة ملايين لبناني من مختلف الطوائف والمذاهب تجعل لبنان "عش دبابير" لا تجرؤ إسرائيل على دخوله.

وشدد على أن مقاومة مائة مليون مصري كانت ستمنع ما يحدث في غزة، وأن مقاومة سوريا والأردن أيضاً كانت ستغير المعادلة بشكل جذري، بالرغم من أن عدد سكان الكيان الصهيوني لا يتجاوز 7-8 ملايين.

إقرأ أيضا.. وثائق سرية للبنتاغون والموساد تكشف التحضير لعدوان واسع على لبنان!

الموقف من نزع سلاح المقاومة والتنمية في لبنان

طرح الشيخ شعبان تساؤلات حول جدوى نزع سلاح المقاومة، معتبراً أن ما يُطلب هو شكل من الابتزاز قائم على مقايضة نقاط الاحتلال بالخدمات الأساسية، كما حدث في العراق.

وربط الصراع الحالي بسلسلة من الاتفاقات والمعاهدات التي حولت الأرض إلى سلعة، مشيراً إلى أن القوة هي التي تستعيد الحقوق، وليس الخطابات أو القرارات الدولية.

وأكد أن القانون الدولي يقر حق الدول المحتلة في الدفاع عن نفسها، بينما الغرب يتحدث عن "المواجهة الحضارية" التي لا تتعدى المظاهرات والاعتصامات، لكنه لا يعيرها اهتماماً.

وتساءل "إذا كنتم تؤمنون بالمواجهة الحضارية، فلماذا تمتلكون السلاح النووي والمقاتلات المتطورة؟".

وأشاد بالجيش اللبناني ووصفه بالباسل الذي لا يزال يعتبر الكيان الإسرائيلي العدو، لكنه أشار إلى أن الجيش لا يستطيع مقاومة الاحتلال ببدلة عسكرية أو برستيج فقط، بل يحتاج إلى سلاح متطور.

وأوضح أن هناك قراراً بعدم تسليح الجيش اللبناني، مستذكراً أن لبنان كان يمتلك بنية تحتية متطورة في الستينيات، مثل الكهرباء والماء والقطار، لكنه اليوم في حالة انكسار بسبب مواقف الغرب.

استعادة السيادة والسياسة الأمنية

وفي ملف السيادة، أكد الشيخ بلال شعبان أنه لا وجود لسيادة فعلية في لبنان، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الأمني، مشيراً إلى أن السيادة تعني القدرة على مواجهة المحتل الغاصب من الخارج.

وقال إن من حق المواطن اللبناني أن يعيش بكرامة، وأن يستطيع إعمار بيته، بينما تمنع الآليات الثقيلة من القيام بذلك.

وتطرق إلى موضوع إطلاق سراح أسير إسرائيلي كان معتقلا في لبنان لمدة عام، مقابل استمرار اعتقال 19 لبنانياً في السجون الإسرائيلية، مشيراً إلى تدخل السفارة الأمريكية للإفراج عن عميد الفاخوري، وهو كان يعذب مقاومي الجنوب، وأخيرا خرج من لبنان من دون محاكمة.

واستنكر أن قرار الخماسية الدولية صدر بإطلاق سراح عميل صهيوني، في حين يظل الأسرى اللبنانيون في السجون الإسرائيلية.

المسؤولية اللبنانية وتعزيز المقاومة

وشدد الشيخ شعبان على ضرورة استعادة السيادة عبر التكامل الوطني والاجتماع الداخلي، مؤكداً أن نزع السلاح يجب أن يشمل كل الأطراف، بما فيها إسرائيل التي تملك السلاح النووي وتسليح المستوطنين، بينما المواطن اللبناني يحتاج لترخيص لحمل السلاح.

وأشار إلى أن الجيش اللبناني مسؤول عن مراقبة الانتهاكات وفض النزاعات، لكنه لا يجب أن يقتصر على ذلك فقط، ولا بد من التعامل مع الاحتلال والمقاومة في آن معاً.

ودعا الشعب اللبناني إلى دعم المقاومة والجيش معاً، مطالباً الطوائف المختلفة بتشكيل مقاومة مشتركة للدفاع عن الوطن، مثلما فعل المقاوم جورج عبد الله.

وأكد ضرورة تعزيز الجيش والمقاومة، وأشار إلى أن لبنان كان يمتلك دعماً جوياً للدفاع عن سيادته، ودعا إلى التسلح الموحد لمواجهة التحديات الأمنية.

خلفيات الضغط الأمريكي والإسرائيلي على حزب الله

وشرح الشيخ شعبان أن السلاح هو السبب الرئيسي الذي يجعل كل القوى العالمية تتجه إلى لبنان من أجل الضغط لنزع سلاح المقاومة، خشية على أمن الكيان الصهيوني الغاصب.

وأكد أن تحرير القدس وفلسطين كان أولوية لبنانية قبل أن تكون فلسطينية، بهدف إزالة "هذا السرطان" لإعادة الهدوء إلى المنطقة، محذراً من أن كل الصراعات الحالية سببها الكيان الصهيوني.

0% ...

آخرالاخبار

قتلى بمجزرة للدعم السريع في مدينة كلوقي السودانية


شاهد.. مراسل العالم: الاحتلال يواصل قصفه قطاع غزة


الرئيس الايراني يهنئ ملك ورئيس وزراء تايلاند باليوم الوطني


الادميرال إيراني يشيد بنجاح القوات البحرية في مناورة بريكس الدولية


دول أوروبية تقاطع يوروفيجن احتجاجا على قرار السماح بمشاركة الاحتلال


رسائل التصعيد الإسرائيلي وولادة التسوية اللبنانية داخل لجنة الميكانيزم


انتحار ضابط بجيش الاحتلال بعد مشاركته حرب غزة


في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة