وأفاد محمد البلبيسي، عن تصاعد متسارع وقوي للأحداث في القطاع، لا سيما في قلب مدينة غزة والمناطق الشرقية الجنوبية والشمالية الشرقية منها. وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل تكثيف قصفه للمربعات السكنية وتدمير المنازل وتفجير الروبوتات في مناطق مكتظة بالسكان مثل جباليا البلد، جباليا النزلة، الصفطاوي، الشيخ رضوان، وأبو اسكندر.
وأضاف البلبيسي أن الاحتلال يتقدم شيئاً فشيئاً في هذه المناطق، بهدف الضغط على السكان للنزوح إلى المناطق الجنوبية لقطاع غزة، مؤكداً أن الطائرات المسيرة وطائرات الكوادكابتر تطلق النار على كل من يتحرك في محيط مدرسة حليمة السعدية، ومنطقتي أبو اسكندر وجباليا النزلة.
وأفاد مراسل العالم بأن عددًا من الشهداء والجرحى لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالهم حتى الآن بسبب خطورة المكان واستمرار القصف. كما أكد أن أحياء الصبرة والزيتون شرق وجنوب مدينة غزة تشهد انفجارات وتفجير روبوتات وقصفاً للبنايات السكنية، لافتاً إلى أن منزل عائلة الغمري المكون من خمسة طوابق سُوي بالأرض، بالإضافة إلى قصف منازل عائلتي بنات وياسين.
وأشار البلبيسي إلى أن الاحتلال دمر منطقة عسولة التي تفصل بين حي الزيتون والصبرة، مؤكداً أنها لم يدخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي من قبل، وأن أكثر من 1300 منزل دُمر في حي الصبرة والزيتون وحدهما.
وعن تمركز القوات الإسرائيلية، أوضح البلبيسي أن الاحتلال يتمركز في محيط منطقة مسجد علي ومنطقة الصلاة، ويتقدم بالقوة النارية للوصول إلى عمق مدينة غزة. وأشار إلى أن حي الصبرة لا يبتعد سوى نصف كيلومتر عن مکان تواجده، وأن شارع الثلاثين الذي يفصل بين جنوب وشمال غزة بات تحت سيطرة الاحتلال. كما باتت مناطق الشجاعية والتفاح وشرق الزيتون مناطق بعيدة عن تواجد الناس، حيث يتم إطلاق النار على من يصل إليها.
وختم البلبيسي تقريره بالقول إن العملية العسكرية ماضية بصمت، وأن الاحتلال يتقدم شيئاً فشيئاً إلى المدينة. لكنه شدد على أن الأصعب هو الناس إلى أين يذهبون، مؤكداً أن عملية النزوح الآن باتت صعبة جداً، وأن السكان لا يمتلكون الثمن للوصول إلى مناطق جنوب قطاع غزة، لاسيما وأن تلك المناطق باتت ممتلئة بسكان مدينة رفح ومن سكان شرق مدينة خان يونس.
وأفاد البلبيسي، الذي ذكر أنه واحد منهم ولا يستطيع النزوح بعد تدمير بناية عائلته، بأن الأوضاع الإنسانية صعبة. وأشار إلى إعلان كهنة الكنائس هنا وكنائس العائلة المقدسة ولجنة الطوارئ رفضهم النزوح إلى جنوب القطاع وتمسكهم بكنائسهم، مؤكدين أنها ستفتح أبوابها للنازحين الفلسطينيين وأن الكنيسة ملاذ لكل إنسان فلسطيني على كل الأطياف الدينية والسياسية، وهو تأكيد واضح بالتمسك بمدينة غزة.