الوزير هاكان فيدان تحدث أمام البرلمان التركي بلسان التضامن مع غزة، معلناً وقف العلاقات التجارية وقطع الشرايين البحرية والجوية مع كيان الاحتلال:
وقال الوزير هاكان فيدان"لقد أغلقنا موانئنا أمام السفن الإسرائيلية ولا نسمح للسفن التركية بالذهاب إلى موانئ إسرائيل. أود أن أؤكد أنه لا توجد دولة قطعت تجارتها مع إسرائيل بشكل كامل. نحن لا نسمح لسفن الحاويات التي تحمل الأسلحة والذخائر إلى" إسرائيل" بدخول موانئنا، ولا للطائرات بدخول مجالنا الجوي."
شاهد أيضا.. حماس تثمن مواقف تركيا بقطع العلاقات الاقتصادية مع الاحتلال
لكن خلف هذا الخطاب، يقرأ المراقبون حسابات أخرى تتعلق بساحة أخرى لا تقل اشتعالاً - إنها سوريا.
هناك حيث يتقاطع النفوذ التركي والإسرائيلي على تخوم دمشق والجولان، وتتكثف مؤشرات صراع صامت خرج في الأسابيع الأخيرة من دائرة المناوشات غير المباشرة إلى ما يشبه الاشتباك على النفوذ.
الطائرات تتقاطع في السماء نفسها، الرادارات تترصد بعضها البعض، والخطوط الحمراء تكاد تُمس.
من هذه الزاوية، يبدو القرار التركي أقرب إلى رسالة سياسية منه إلى عقوبة اقتصادية - رسالة تقول إن أنقرة لم تعد تحتمل تمدد الكيان الإسرائيلي في فضاء تعتبره امتداداً طبيعياً لأمنها القومي.
و غزة تمثل غطاءً أخلاقياً يُسوّق للشارع، بينما الرسالة الحقيقية موجهة إلى تل أبيب مفادها أن تتوقفوا عن التوغل في الميدان السوري، أو تتحمل تبعات مواجهة مفتوحة.
وبينما يحتفي الخطاب الرسمي التركي بتضامنه مع الفلسطينيين، يظل السؤال مفتوحاً:
هل ما جرى هو إعلان قطيعة اقتصادية فعلية، أم أنه فصل جديد من لعبة توازنات إقليمية تُخاض هذه المرة على جبهتين - من غزة إلى دمشق؟
التفاصيل في الفيديو المرفق ...