في الوقت الذي تتصاعد فيه تهديدات وتتعالى الأصوات لفرض معادلات جديدة على إيران ترد طهران بخطاب يحذر من المساس بوحدتها وسيادتها، مؤكدة أن قوتها الحقيقية تبدأ من الداخل قبل الخارج.
وشدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في حوار أجراه مساء الجمعة مع 3 ناشطين إعلاميين وسياسيين على أن بلاده لم تسع يوما إلى الحرب ولن تسعى لها أبدا ولكنها ستقف في وجه أي عدوان بقوة.
وأوضح أن الاقتدار الحقيقي لا يقتصر على الصواريخ أو الطائرات بل ينبع من الوحدة الوطنية ودعم الشعب.
وقال بزشكيان: "نحن لا نسعى للحرب، ولكن إذا أرادوا الاعتداء علينا فسنواجههم بقوة، نحن لا نخشى الحرب أيضا وقد أثبت شعبنا أنه في حال اندلاع الحرب سيتعزز تماسكه ووحدته الداخلية بقوة أكبر."
وفي السياق حذر الرئيس الإيراني من أن واشنطن وتل ابيب تسعيان لتقسيم إيران وضرب تماسكها الاجتماعي، مشددا على أن وحدة الشعب تبقى السلاح الأهم في مواجهة أي عدوان.
أما بشان تفعيل آليات انتقد بزشكيان ازدواجية الدول الأوروبية التي تنتهك القوانين الدولية ثم تتهم طهران بعدم الالتزام.
وصرح بزشكيان بهذا الشأن: "لا نسعى إطلاقا لتفعيل آلية الزناد، لكن من المشكوك فيه أن بعض الدول الأوروبية التي تنتهك هي نفسها العديد من القوانين الدولية تتهمنا اليوم بعدم الالتزام بأي إطار."
وما بين تحذيرات السياسية والملفات النووية جاء صوت الخارجية الإيرانية أكثر حدة حيث هاجم الوزير عباس عراقجي قرار الترويكا الأوروبية، معتبرا أنه جاء بالوكالة عن الكيان الاسرائيلي وأميركا وأنه سيقوض الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أن أوروبا تخاطر بفقدان أي تأثير في الملف الإيراني.
وفي الأمم المتحدة جدد المندوب الإيراني سعيد إيرواني تمسك طهران بالدبلوماسية، لكنه رفض بشكل قاطع أي تفاوض تحت التهديد أو الإكراه، معتبرا أن خطوات لندن وباريس و برلين تصعيد غير ضروري يقوض مصداقية مجلس الأمن ويهدد الأمن الدولي.
في المقابل عرضت الدول الأوروبية الثلاث تأجيل إعادة فرض الحظر الأممي لمدة ستة اشهر شرط عودة إيران للتعاون الكامل مع المفتشين ومعالجة مخاوف تتعلق بمخزون اليورانيوم والدخول في محادثات مباشرة مع واشنطن.
وبين شد الحبال السياسي وتلويح العقوبات والتهديدات تتمسك طهران بخيار الصمود والوحدة، فإيران كما يقول مسؤولوها لا تبحث عن حرب لكنها مستعدة لمواجهة أي عدوان.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..