وتبدأ الحكاية حين يلتقي الألم بالفخر، وتنصهر دموع الصبر في وهج التضحية.
في الجنوب اللبناني الصامد، حيث تختلط رائحة البارود بعطر الأرض الطاهرة، وُلدت قصص الشهداء الذين بذلوا أرواحهم لتبقى هذه الأرض عصية على الانكسار.
ليست هذه الحكايات كلمات عابرة، بل هي شواهد خالدة تروي عظمة التضحيات، وأصوات أمهات حولن وجعهن إلى رموز للوفاء والصمود.
بأيدٍ ودّعت وقلوب تنبض بالعزة والكرامة، يروين هؤلاء الأمهات حكايات أبنائهن الشهداء، لتظل ذكراهم شعلة لا تنطفئ.
في عمق الألم الذي يحمله قلب الأم يُزهر الأمل بشهادة الابن.
اليوم نبحر في قصة أحمد، الطفل الذي كبر في ظلال المقاومة، وترك مقعده في المدرسة ليجلس في قلب التاريخ.
وتقول أم الشهيد أحمد: "كان أحمد طفلاً هادئا وعاقلا جدا. كان متعلقا فيّ لدرجة كبيرة. أينما ذهبت كان يأتي معي، وطفولته كانت هادئة جدًا. كان شخصًا هادئًا ومنضبطًا، حتى في مرحلة المراهقة التي تعاني منها الكثير من العائلات، كان مهذبًا وملتزمًا."
وأضافت: "تخطى مرحلة المراهقة، وعندما وصل إلى الشباب بقي خلوقًا، ولم يتغير، ظل أحمد كما هو منذ صغره وحتى أصبح شابًا."
في عينيها تتجلى صورة أحمد، الطفل الذي ملأ البيت ضحكًا وحياة، كانت طفولته مليئة بالأحلام والبراءة، لكن قلبه كان ينبض بحب أكبر للأرض التي ترعرع عليها.
كبر أحمد وأصبح شابًا طموحًا متفوقًا في دراسته، يحمل بين ضلوعه حب الوطن.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..