تقع محافظة السويداء، وعاصمتها مدينة السويداء، في الركن الجنوبي الشرقي من سوريا. وتتمتع بموقع جغرافي استراتيجي:
شمالًا، تحدّها محافظة ريف دمشق، ومركز السلطة السياسية في البلاد.
غربًا، تجاور محافظة درعا، التي تفصلها عن خط فض الاشتباك مع هضبة الجولان المحتل، حيث لا تتجاوز المسافة بين حدودها الغربية والجولان سوى بضع عشرات الكيلومترات.
جنوبًا، تشترك بحدود مباشرة مع الأردن، ما يجعلها بوابة استراتيجية نحو الجنوب.
أما شرقًا، فتنفتح على البادية السورية ومنطقة "الصفا"، وهي منطقة شاسعة تُعد ممرًا للتحركات العسكرية والتجارية.
تبعد مدينة السويداء عن العاصمة دمشق أكثر من 120 كيلومترًا، ويشكل أبناء طائفة الموحدين الدروز الغالبية السكانية فيها، إلى جانب أقلية مسيحية، وأخرى من العشائر البدوية من السنة.
ورغم إقامة بعض أبناء السويداء علاقات مع الكيان الصهيوني، أو المراهنة عليه، فإن ذلك لا يمحو تاريخها النضالي الطويل، لا سيما أنها كانت آخر من هزم الاستعمار الفرنسي، ومنها انطلقت الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش.
لم تعد محافظة السويداء مجرد نقطة جغرافية على خريطة البلاد، أو معقلًا تاريخيًا للطائفة الدرزية، بل أصبحت ساحة استراتيجية حساسة، تتقاطع فيها ديناميكيات الصراع الداخلي مع أبعاد إقليمية ودولية.
ويظهر هذا بوضوح في قربها الجغرافي والإنساني من هضبة الجولان المحتل.
وقد وضعت التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة موقع السويداء في قلب المعادلة الإقليمية.
في يوليو/تموز 2025، شهدت السويداء تصعيدًا خطيرًا، وضعها في قلب الصراع الإقليمي. فقد اندلعت مواجهات عنيفة بين فصائل درزية وعشائر بدوية مدعومة من حكومة الشرع، بدأت اثر اعتداء على شاب من أبناء السويداء.
وتحولت الاشتباكات في محافظة السويداء – ذات الغالبية الدرزية – إلى نقطة اشتعال جديدة، خلفت آلاف القتلى والجرحى، وأصبحت مؤشرًا حساسًا في ملف الانتقال الحكومي في سوريا، وعلاقتها المتوترة مع الأقليات.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..