في ردهات السياسة حيث تدار الصفقات الكبرى بعيدا عن أعين الشعوب.. لم يعد خفيا أن إدارة دونالد ترامب تسرع خطاها في المنطقة، بحثا عن إنجاز سياسي، قبل أن يقرع جرس الأمم المتحدة منتصف أيلول.
التسريبات التي تنشرها وسائل إعلام عبرية تقول إن واشنطن تضغط على الكيان الإسرائيلي وسوريا علها تنتزع اتفاقا أمنيا يقدم في نيويورك كهدية انتخابية للرئيس الأميركي.
فالكيان الذي وسع وجوده في المنطقة العازلة بعد سقوط نظام الأسد، يرفض الانسحاب من قمم جبل الشيخ، التي يرى فيها عينه الاستراتيجية على كامل الجنوب السوري، بينما يرفع الجولاني صوته مطالبا بالعودة إلى اتفاق فصل القوات عام 1974 وهو مطلب يبدو أقرب إلى ورقة تفاوضية ترفع في ظل الضغوط لا أكثر.
في تل أبيب وبحسب تقارير تُقرأ شخصية الجولاني بأنها متأرجحة بين قوة مستمدة من قبضته على الشارع السني وضعف تمليه حاجته إلى استثمارات خارجية لإنقاذ بلد مدمر.
أما ترامب فما يريده في نهاية المطاف ليس استقرار سوريا ولا طمأنة كيان الاحتلال.. بل مشهد صاخب يقدمه للرأي العام الأميركي عبر اختراق جديد يضاف إلى رصيده، حتى وإن كان على أنقاض تسوية لم تولد بعد.
الاتفاق المطروح بحسب تقارير عبرية يرسم جنوبا منزوع السلاح، ويضع حدا للطموح التركي في إقامة قواعد عسكرية داخل سوريا.
أما الجوهر الأعمق في كل ذلك فهو أن السلطة في دمشق والتي قد انهكتها الحروب والعزلة باتت مستعدة لطي ملف الأرض والحقوق.. وأن تُدخل الوطن كله إلى غرفة المقايضة الكبرى.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..