صحيفة 'يديعوت أحرونوت' كشفت أن نتنياهو رفض عرض صفقة جزئية مع حركة حماس للإفراج عن عدد من المحتجزين، رغم دعم هذا المسار من قبل قادة الجيش والشاباك والموساد. رئيس الأركان إيال زامير حذّر خلال الاجتماع من مغبة تجاهل الصفقة، موجها انتقادات حادة للقيادة السياسية على تقاعسها خلال أيام هجوم السابع من أكتوبر.
في المقابل، أصر نتنياهو على رفض أي صفقة جزئية مؤكدا حصوله على دعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمضي في عملية عسكرية واسعة. هذا الموقف فاقم الانقسام بين المستوى السياسي والعسكري، وعمق شعور الشكوك وعدم الثقة داخل المؤسسة الأمنية.
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش بدء تجنيد ستين ألف جندي احتياط لدعم العملية في غزة، مع نشر ألوية على جبهات لبنان وسوريا والضفة الغربية. غير أن تقارير عبرية وأميركية، مثل ما أوردته 'وول ستريت جورنال' و'هآرتس'، تعكس صورة جيش منهك، يعاني من ارتفاع حالات الانتحار والتذمر من طول أمد القتال وغياب رؤية حاسمة.
التصدع الداخلي انعكس أيضا في الساحة القضائية، حيث قدم إسرائيليون بينهم عسكريون سابقون ورجال أعمال التماسا للمحكمة العليا ضد قرار احتلال مدينة غزة، معتبرين أنه اتخذ دون اعتبار للتبعات الأمنية والدولية. ويأتي ذلك في ظل ضغط شعبي متزايد، إذ يشهد الكيان الإسرائيلي احتجاجات متواصلة تطالب بوقف الحرب والإفراج عن الأسرى.
أزمة انعدام الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية تسربت إلى صفوف الجيش، حيث يرى جنود احتياط أن الجيش نفسه لا يريد هذه الحرب. كل ذلك يؤكد أن الكيان الإسرائيلي يواجه أزمة مركبة، تتجاوز ساحة المعركة إلى أزمة ثقة بنيوية بين القيادة السياسية والعسكرية وتهدد القرار الاستراتيجي للكيان العبري.
....للمزيد إليكم الفيديو المرفق