ولفت كليب إلى أن العدوان على قطر يطرح أمرين متناقضين:
الأمر الأول: أن هذا العدوان يستهدف دولة وسيطة بين فصائل المقاومة والعدو الإسرائيلي، وهي ليست دولة عادية بل طرف مباشر يُفترض أن يساهم في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، إذا كان نتنياهو جاداً في إنهاء الحرب واستعادة أسراه.
الأمر الثاني: أن هذا العدوان استهدف من يفاوض الاحتلال بشكل مباشر. في معظم الحالات، الآلة العسكرية الإسرائيلية اغتالت سابقاً القائد إسماعيل هنية، ثم القائد يحيى السنوار، ومحمد السنوار، وقبل ذلك الشيخ صالح العاروري. كل هذه العمليات كانت تهدف بكل تأكيد إلى الوصول إلى هدف محدد، فهم يريدون رفع راية النصر.
ورأى كليب أن القضية الأساسية المباشرة هي أن الفاشية الإسرائيلية باتت تريد - بوضوح لا يحتاج إلى تحليل - اغتيال أي مسعى جدي للوصول إلى صفقة تنهي الحرب، لأن الفاشية الإسرائيلية في الكيان وصلت إلى طريق مسدود في العملية العسكرية داخل قطاع غزة.
شاهد أيضا.. قطر تعلن عقد قمة عربية إسلامية طارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على أراضيها
وأوضح كليب أنه بالنسبة لنتنياهو، نجده يكرر التجارب الفاشلة. ويعتقد أنه إذا قُتل قائد هنا أو قائد هناك، فإن المقاومة تتوقف ويحدث إرباك داخل مجموعات المقاومة. لكن على المستوى العسكري، من المعلوم أن هذا الأمر غير صحيح، لأن استراتيجية المقاومة في قطاع غزة ليست استراتيجية هرمية، بمعنى وجود قائد واحد للمقاومة أو مجلس عسكري يعطي الأوامر وبقية المجموعات تلتزم بها. المقاومة عبارة عن مجموعات مسلحة تشاورية منتشرة في كامل قطاع غزة، لذلك سواء اغتالوا هذا القائد أو ذاك، فإن الأمر لن يؤثر على المقاومة. منوها أن هذا ما حدث في كل الحالات عندما كان يتم استهداف قادة المقاومة - لم تتوقف المقاومة.
وأضاف : عندما قال نتنياهو إن القائد إسماعيل هنية هو من يشرف على عمليات المقاومة، تم اغتيال القائد هنية لكن المقاومة استمرت، وهكذا الأمر مع بقية القادة.
ونوه كليب إلى أن الأمر الحقيقي الذي بات الجميع يدركه - حتى الرئيس ترامب يعرف هذه المسألة - أن ترامب عندما تولى المنصب في البداية تحدث بلغة غامضة، لكن عندما علم أن عملية الاغتيال قد فشلت، أوعز لنتنياهو أن ينهي العملية بنفسه، مُبعداً الإدارة الأمريكية.
وتابع: بينما عندما تم العدوان على إيران مثلاً، سمعنا ترامب يمدح نتنياهو ويصفه بأنه رجل عظيم وأن الجيش الإسرائيلي قام بالمهمة على أكمل وجه.
وختم كليب قائلا: أعتقد أنه قد تحدث أخطاء في نهاية الحرب، وأن الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي أخطآ في هذه العملية، لأن هذا العدوان ستكون له تداعيات تتجاوز مسألة العدوان على قطر.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...