ففي باريس، أقام المحتجون حواجز باستخدام حاويات النفايات وأضرموا النيران ورشقوا الشرطة بالقمامة، فيما ردت قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع. التحركات لم تقتصر على العاصمة، بل امتدت إلى مدن عدة، بينها "ليون" حيث أغلق متظاهرون طريقا سريعا وأشعلوا النيران، و"نانت" حيث تدخلت الشرطة لتفريق التجمعات، إضافة إلى "تولوز" حيث تسبب حريق كابل في تعطيل حركة المرور.
وزارة الداخلية الفرنسية أعلنت اعتقال عشرات الأشخاص منذ الساعات الأولى، بينما ذكرت وسائل إعلام أن عدد الموقوفين تجاوز المائتين. كما وضعت السلطات مطاري "شارل ديغول" و"أورلي" تحت مراقبة أمنية مشددة تحسبا لمحاولات تعطيل النقل الجوي.
وتأتي هذه الاحتجاجات في توقيت حرج بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي كلف وزير الجيوش السابق لوكورنو برئاسة الوزراء، ليكون خامس رئيس حكومة في ولايته الثانية، في وقت يشهد فيه البرلمان انقسامات عميقة.
لوكورنو، البالغ من العمر 39 عاما، تعهد بتشكيل حكومة تحقق الاستقرار وتخدم الشعب الفرنسي، لكن اختياره أثار رفضا لدى المعارضة اليسارية، التي أعلنت نيتها الدفع باقتراح حجب الثقة عنه.
حركة "لنغلق كل شيء"، التي نشطت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الصيف، دعت إلى الإضراب والتظاهر وتعطيل المرافق، مؤكدة أن النظام السياسي لم يعد صالحا لقيادة البلاد.
في حين أكد وزير الداخلية برونو روتايو أنه لا تسامح مع أعمال العنف أو تعطيل المصالح الحيوية.
وبين تصاعد الشارع وضغط البرلمان، يجد رئيس الوزراء الجديد نفسه أمام اختبار مبكر قد يحدد مصير حكومته ومستقبل استقرار فرنسا السياسي.