تصاعدت مؤشرات التوتر تدريجيًا في منطقة البحر الكاريبي وسط استمرار العدوان الدموي على قطاع غزة والحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، رغم التصريحات المتضاربة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إنهاء هذه النزاعات.
في ظل هذا المناخ المتوتر، حاول ترامب إشعال فتيل جبهة جديدة مع فنزويلا، حيث أعلن استهداف سفينة في المياه الدولية بزعم أنها تابعة لعصابة مخدرات فنزويلية كانت متجهة إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، مع تهديد صريح لمتابعة فنزويلا.
ردًا على ذلك، اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالتحضير لعدوان عسكري على بلاده، مؤكدًا أن كاراكاس ستلجأ إلى حقها المشروع في الدفاع عن النفس وفقًا للقانون الدولي.
كما شن مادورو هجومًا على وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، واصفًا إياه بسيد الموت والحرب. ولم يكن هذا الموقف جديدًا من الرئيس الفنزويلي، إذ أكد في تصريحاته الأخيرة أن بلاده لن تتردد في المواجهة إذا ما تعرضت لهجوم أمريكي محتمل، ووصف التجمع العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي بأنه أعظم تهديد للقارة الأمريكية خلال المئة عام الماضية، مهددًا بإعلان جمهورية مسلحة إذا دعت الضرورة، داعيًا القوات المسلحة والشعب الفنزويلي إلى الاستعداد والانتشار في مئات النقاط الجغرافية.
في هذا السياق، يتلقى أكثر من ثمانية ملايين فنزويلي من مختلف الفئات تدريبات عسكرية ودفاعية في إطار تعبئة شعبية واسعة. جاء الهجوم الأمريكي الأخير على السفينة الفنزويلية بعد عملية سابقة استهدفت قاربًا آخر بحجة تهريب المخدرات، أسفرت عن مقتل 11 شخصًا.
ويأتي ذلك في ظل تعزيز عسكري أمريكي ملحوظ في جنوب البحر الكاريبي، حيث شهدت بورتريكو هبوط خمس طائرات من طراز F-35، إلى جانب أوامر بنشر 10 طائرات شبح إضافية لتعزيز التواجد العسكري في المنطقة.
وقد أثارت هذه التحركات الأمريكية جدلاً واسعًا حول قانونية استخدام القوة العسكرية المميتة، في حالة عادة ما تتولاها جهات إنفاذ القانون.
واعتبر محللون وصحف أمريكية أن استهداف القوارب يشكل جزءًا من استراتيجية جيوسياسية أوسع تتجاوز مكافحة تهريب المخدرات، إلى احتمال تنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية بهدف إضعاف نظام مادورو الذي تعتبره واشنطن غير شرعي.
في الوقت ذاته، حذر السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي من أن دعاة الحرب في محيط ترامب يحاولون جر فنزويلا إلى نزاع لا يرغب فيه أي طرف.
التفاصيل في الفيديو المرفق..