ولفت مراد إلى أن هذه الخطة، وفق وسائل إعلام العدو وما صرّح به جنرالات ومسؤولون صهاينة، تقوم على محاولة السيطرة على مدينة غزة عبر الاجتياح البري، أي إدخال الجنود والقوات المدرعة إلى داخل أحياء المدينة، وعدم الاكتفاء بالقصف من بُعد عبر الطائرات الحربية والمسيّرات.
وأوضح مراد أن هجوم العدو الذي بدأ قبل أيام ينطلق بشكل أساسي من ثلاثة محاور باتجاه مدينة غزة: من الشمال عبر منطقة بيت لاهيا باتجاه حي الشيخ رضوان، ومن الجنوب باتجاه منطقة الزيتون انطلاقاً مما يُسمى بمحور نتساريم.
ونوّه مراد إلى أن العدو الآن يحاول دفع أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين في أحياء مدينة غزة إلى النزوح تحت وقع الأحزمة النارية والقصف الوحشي الهستيري، لإجبارهم على مغادرة المدينة.
وأضاف أن العدو يدّعي أنه جعل شارع الرشيد الساحلي في الجهة الغربية من مدينة غزة المسار الذي ينبغي على المدنيين سلوكه باتجاه الجنوب، إلا أن طائراته قصفت أمس واليوم مناطق في مخيم الشاطئ قرب حي الشيخ رضوان، حيث كانت عائلات عدة تحاول النزوح جنوباً، لكن القصف حال دون تمكنها من ذلك. مشيراً إلى أن العدو يزعم فتح مسار آخر لإخلاء المدنيين عبر شارع صلاح الدين الواقع شرق مدينة غزة والمؤدي إلى الجنوب. لكنه، كما أكد، يدّعي شيئاً بينما على أرض الواقع يقتل الفلسطينيين الذين يحاولون سلوك هذه المسارات.
وأشار مراد إلى أن كيان الاحتلال يدّعي وجود اكتظاظ في شارع الرشيد، لذلك يسعى لفتح مسرب أو مسلك آخر للمدنيين. لكن ما يفعله عملياً هو تدمير المباني العالية، ولذلك ركّز قصفه على الأبراج.
شاهد أيضا.. جيش الإحتلال يواجه أعمق أزمة بشرية منذ بدء العدوان!
وبسؤاله عن سبب التركيز على الأبراج السكنية والمباني المرتفعة في غزة، لفت مراد إلى أن هذه الأبراج لم تسلم من القصف منذ بداية العدوان بعد 7 أكتوبر 2023. لكن العدو يزعم أنها تحتوي على مقاتلين، وهذا غير صحيح، فهي مأهولة بالمدنيين. موضحاً أنه يريد تدمير كل ما هو عمران في مدينة غزة تمهيداً لمشاريعه الاستيطانية، أي عدم ترك أي مبنى قائم في هذه المدينة الحيوية التي يدّعي أنه بالسيطرة عليها سيتمكن من السيطرة على كامل قطاع غزة.
وحول النقطة العسكرية التي يمكن أن تمكّن العدو من تحقيق السيطرة على كامل القطاع في حال سيطرته على المدينة، قال مراد: العدو يحاول تصوير مدينة غزة على أنها عاصمة فصائل المقاومة، وبالتحديد حماس، ويرى أن السيطرة عليها ستعني تلقائياً هزيمتها. ووفق ما كشفه موقع "والا" الصهيوني، فإن قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو هو من وضع هذه الخطة قبل أشهر، وهم الآن بصدد تنفيذها. وبحسب تقديراتهم، فإن في غزة نحو 2500 مقاتل، ويستعدون لمعركة "من بيت إلى بيت، ومن مبنى إلى مبنى، ومن ركام إلى آخر"، نظراً لكثافة العمران والأحياء المزدحمة، متوقعين سقوط نحو 100 قتيل في صفوفهم، وهذه تقديراتهم.
ونوّه مراد إلى أن المقاومة لديها تحضيراتها الكاملة للتصدي لهذا الاجتياح، فمدينة غزة مجهزة مسبقاً بشبكات أنفاق وتحضيرات عسكرية منذ ما قبل طوفان الأقصى، وبالتالي فإن المعركة لن تكون نزهة للعدو.
وأضاف أن ادعاءات العدو ووسائل إعلامه بأنه يسيطر على 40% من مدينة غزة غير دقيقة، وربما يقصدون بعض المناطق شرق المدينة، إضافة إلى مواقع محدودة في أقصى الشمال. لكن عملياً، لا وجود لهم في قلب المدينة التي تضم نحو 15 حياً.
وتابع مراد: يمكن للعدو أن يعتبر أن منطقة وادي غزة والمغراقة قرب معبر نتساريم - أو ما يُسمى بممر نتساريم - واقعة تحت سيطرته. وربما يحتسب السيطرة بالنار كسيطرة فعلية. لكن الأرقام المعلنة عن السيطرة على 40% غير واقعية، فقد شهدنا محاولات تقدم تم التصدي لها من قبل كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، مع تنفيذ عمليات نوعية أوقعت إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية التي حاولت التقدم سواء عبر المدرعات أو غيرها.
واعتبر مراد أن هناك أسلوباً جديداً يحاول العدو تنفيذه خلال العملية، وهو إدخال روبوتات محملة بالمتفجرات لتفجير الأبنية، ما يعكس خشية جيشه من التقدم سيراً على الأقدام أو حتى بالمدرعات إلى داخل الأحياء.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...