وشدد النائب حسن عز الدين في حوار خاص لقناة العالم عبر برنامج (ضيف وحوار) على الايمان والاقتناع الكامل بضرورة المشاركة في حرب الإسناد التي خضاها حزب الله دعمًا لغزة ودفاعًا عن لبنان، لأن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة. مشيرا الى ان العدو هو الذي عجز وفشل في تحقيق أهدافه وطلب من الأمريكيين وقف إطلاق النار. هذا يعني أن المقاومة، في اللحظة التي وافقت فيها على وقف إطلاق النار، كانت تمتلك القدرة ومقومات الصمود.
وبشان حادثة البيجر بين انه تم قد شكلت لجنتين: لجنة فنية تقييمية لتقييم ما حصل، ولجنة تحقيق تبحث في أين الخرق والإخفاق. وفيما يتعلق بلجنة التقييم، هناك خرق وفجوة تكنولوجية، والعدو قد استفاد من الاختراق البشري ولم تننته لجنة التحقيق بعد من عملها. مؤكد ضرورة معالجةالأخطاء التي وقعنا فيها، وانه قد نخسر معركة، لكننا لم نخسر حربًا.
اليكم نص الحوار كاملا:
العالم: وبعد عام من هذه الحرب الوحشية للاحتلال على لبنان، ماذا في الخلاصات؟ هل ظهرت نتائج لمراجعة داخل حزب الله حول نتائج هذه الحرب؟ وما الذي مكن العدو من القدرة على توجيه ضربات بهذا الحجم للمقاومة في الأيام الأولى؟
النائب حسن عز الدين: لا شك أن ما حصل يستدعي استخلاص العديد من الدروس. أولاً، هناك مزيد من المعرفة حول العدو، حيث إن هذا العدو قد تغير، سواء في عقيدته العسكرية أو استراتيجياته أو تكتيكاته. لقد تجاوز كل ما يعبر عن قواعد الحرب، وعندما تقع الحرب، يتجاوز كل القوانين الدولية.
واضاف لقد أدركنا أن جوهر هذا العدو، بالمفهوم العقائدي والايماني والسياسي، هو أنه لا يعير أي قيمة إنسانية أي اعتبار. نتيجة لما فعله في البيجر، فهو يستخدمه المدني والعسكري معًا، وبالتالي فإن هؤلاء الذين يحملون البيجر هم جزء من المجتمع المدني الذي يعيش مع أهلهم وأحبائهم. لم نكن نتوقع أن يقدم هذا العدو على مثل هذا العمل الشيطاني والإجرامي، حيث لا يميز بين العسكري والمدني.
اسناد غزة
العالم: لو عاد بكم الزمان الى قبل السابع من أكتوبر، هل كنتم ستتعاملون مع الموضوع بشكل مختلف لتفادي ما جرى، بما في ذلك ما سمي انهيار قدرة الردع للمقاومة في الأيام الأولى للحرب؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: إذا كان المقصود من هذا السؤال هو حرب الإسناد التي خضناها دعمًا لغزة ودفاعًا عن لبنان، فنحن لم نندم ولن نندم. لأن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة، ومقدسات فلسطين هي مقدسات الأمة جميعا، أيضًا الظلم الذي وقع على القضية الفلسطينية لا يمكن تصوره، حيث يتم إبادة شعب وتشريد شعب من أرضه.
العالم: لو كنت تعملون ان ثمن هذا الاسناد سيكون انهيار الردع واغتيال سماحة السيد واغتيال القادة والبيجر.
النائب الشيخ حسن عز الدين: حتى لو ذلك، فلا نستطيع أن نشاهد على شاشات التلفاز والإجرام والإبادة والتجويع ونحن نتفرج. لذلك، كنا مدركين تمامًا أن هذا العدو، إذا تمكن من القضاء على فصائل المقاومة في غزة، ستكون الخطوة التالية هي لبنان، لأن له مع لبنان ثأرين، الاول التحرير في عام 2000 والتحرير في 2006. لذا، قمنا بخطوة استباقية لحماية لبنان والدفاع عن شعبه، وهذا ما حصل.

قدرات حزب الله
العالم:فيما يتعلق بالمقاومة والسلاح المتابع من الخارج، ولا سيما بعض الأطراف اللبنانية التي تقول إن حزب الله عمل على تراكم القوة لمدة أربعين عامًا، ولكنها سقطت قواعد الردع وتوازن الردع التي تم بناؤها على مدى سنوات سقطت في عشرة أيام؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: عندما نريد أن نقيم أي موضوع، يجب أن نبدأ من مساره حتى اللحظة التي وصل إليها. وهذا يعني أن هذا التقييم يستبطن ردًا على كل الأبواق، سواء في الداخل أو في الخارج، التي تتحدث عن جدوى المقاومة وسلاح المقاومة.
واوضح ان العدو الإسرائيلي اجتاح لبنان في عام 1982 واحتل ثاني عاصمة عربية، حيث نشأت المقاومة الإسلامية من رحم الاحتلال. لم يكن هناك ما يسمى بالمزدوجين المقاومة الإسلامية، بل نشأت كرد فعل. بدأت هذه المقاومة في عام 1982 واستمرت حتى عام 2000، ما يقارب 18 عاما حيث استطاعت أن تحرر أرض لبنان بعد هذا الوقت الطويل. لم يكن للدبلوماسية أو الصداقات أو المجتمع الدولي أو القرار 425 أي دور في تحرير هذه الأرض.
واضاف إنه كان هذا هو أول انتصار عربي للمقاومة على العدو الصهيوني، انتصار عربي دون أي امتياز أو قيد أو شرط، لا أمني ولا سياسي ولا عسكري ولا اقتصادي. والإنجاز الثاني هو أن العدو الأمريكي والغرب وبعض العرب وبعض اللبنانيين أيضًا خاضوا في عام 2006 حربًا عالمية وكونية، وتمكنوا من الصمود والبقاء ومنع تحقيق أهداف العدو.و بعد عام 2006 وحتى عام 2023، كانت هناك معادلة ردع كاملة، حيث لم يتمكن العدو من تحقيق أهدافه.
ولفت الى انه عندما نتحدث عن هذه المقاومة وسلاحها، يجب أن نأخذ ذلك في سياق من البداية إلى الفترة الزمنية التي شهدت ازدهار لبنان بالأمن والاستقرار، حيث بدأت الحياة تعود على الحدود وعلى بعد أمتار.
واضاف ان ما حصل في النهاية هو أن العدو تمكن من التفوق من خلال تفوق على مستوى التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والاختراقات الأمنية البشرية. هنا، وقع بالتقدير عندما أدرك القدرة التي امتلكها وهي قدرة قادرة على إيجاد التوازن وخوض معركة استطيع ان احقق فيها نصراً أو امنع تحقيق أهداف العدو. ما حدث في الحقيقة هو أن العدو كان يوصل تغير عقيدته القتالية، وبالتقدير للطريقة والتكتيك والاستراتيجية التي اعتمدها فان التقدير لم يتمكن من الوصول الى حقيقة.
شاهد ايضا.. النائب رائد برو: نزع سلاح المقاومة يمس بأصل السيادة اللبنانية + فيديو
التحقيق بحادثة البيجر
العالم: فيما يتعلق بحادثة البيجر، بعد عام قال الشيخ نعيم قاسم إنه سيكون هناك تحقيق داخلي حولها. هل وصلت التحقيقات إلى نتائج؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: ما حصل بذاته يؤكد أن هناك خللًا. ما حدث خلال المعركة في البيجر واغتيال القادة والكوادر وقد شكلت لجنتين: لجنة فنية تقييمية لتقييم ما حصل، ولجنة تحقيق تبحث في أين الخرق والإخفاق. وفيما يتعلق بلجنة التقييم، هناك خرق وفجوة تكنولوجية، والعدو قد استفاد من الاختراق البشري.
العالم: هل نستطيع القول إن هذا الاختراق البشري وصل إلى داخل بنية حزب الله؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: بغض النظر عما إذا كان داخل بنية حزب الله أو في محيط بيئة حزب الله، هناك خرق بشري وتفوق تكنولوجي أسفر عن هذه النتائج. ومن المتوقع بعد فترة أن تكون النتائج شبه نهائية.
العالم: هل ستخرج النتائج للعلن؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: على مستوى الداخل، يجب أن نبحث في ما حدث، لأنه إذا لم نعالج الأخطاء التي وقعنا فيها، سنكون في وضع خاطئ. نحن بشر والبشر خطاؤون، وقد نخسر معركة، لكننا لم نخسر حربًا.
العالم: إذا تأكدتم وأكدت التحقيقات أن بعض الأشخاص داخل جسم حزب الله كانوا عملاء وقد استخدمهم الاحتلال، هل ستواجهون الناس أم ستبقى هذه الأمور داخلية؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: هذا مرتبط بطبيعة ونوع وحجم الخرق، احيانا الناس تضخم الاشياء البسيطة، والعكس صحيح، وهذا امر مرتبط بامن المقاومة وجهاز المقاومة العكسري، لكن يجب ان نشير الى الأخطاء التي حصلت، سواء في التقدير أو في التقييم أو في الأداء أو في التكتيك أو في الاستراتيجية.
العالم: هل ظهر أن الخرق كان تكنولوجيًا أم بشريًا؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: لجان التحقيق لم تنتهِ من عملها بعد.
العالم: مع ذلك، بدأت بعض النتائج تظهر
النائب الشيخ حسن عز الدين: لا أحد يعرف حتى الآن بالضبط ما الذي حصل بشكل نهائي قبل أن تنتهي لجان التحقيق من عملها.

تاثير الحرب مع الاحتلال على قدرات حزب الله
العالم: العدو قال قبل عام أو خلال هذه الحرب التي استمرت 66 يومًا إنه قضى على 80% من قوة المقاومة، وما زال نتنياهو يتبجح حتى الآن بأنه قضى على نسبة كبيرة جدًا من حزب الله. ماذا تقولون عن منسوب قوة حزب الله التي تاثرت بالضربة؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: نعم، نحن واجهنا ضربة قوية وقاسية، سواء على مستوى القيادة، خاصة خسارة سماحة السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين والقيادة العسكرية والكوادر الميدانية، إلى آخره. إلا أن المقاومة ما زالت موجودة، وما زالت حية، وما زالت قائمة. هذا يعني أن الضربة التي لم تكسر الظهر تقوي الإنسان.
واضاف نحن واجهنا ضربة، لكننا بقينا وجسدنا سليم. مسار التعافي بدأ من اللحظة التي تمكنا فيها من ترميم مواقع من فقدناهم. ولذلك، أستطيع أن أقول إنه في هذه الذكرى السنوية الأولى، حتى إخواننا الذين أصيبوا بالبيجر هم أيضًا تعافوا، وفي تعافيهم تعافت المقاومة أيضًا. كما أن الترميم للبدائل المطلوبة معروف للجميع. ولذلك، هل نستطيع أن نقول إن المقاومة قد عادت إلى سيرتها الأولى، حيث تستطيع القيام بمهامها وواجباتها ومسؤولياتها.
نتائج اتفاق وقف اطلاق النار
العالم: وافقتم على اتفاق وقف إطلاق النار، ووقفتم خلف الدولة اللبنانية فوضتم الرئيس نبيه بري والدولة اللبنانية لإجراء تنفيذ هذا الاتفاق. لو عاد بكم الزمن إلى ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى برعاية أمريكية، والذي خلى من أي ضمانات، والذي استفادت منه "إسرائيل" لتكمل اعتداءاتها على لبنان حتى اليوم، هل كنتم لتوافقوا على هذا النوع من وقف إطلاق النار؟ وماذا كان لديكم من خيارات؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: نريد أن نضع الأمور في نصابها، ونتناول اللحظة التي تم فيها وقف إطلاق النار وما حصل لحزب الله، وكيف أكملت المقاومة مسارها العسكري والأمني حتى وصل موضوع وقف إطلاق النار إلى أن العدو هو الذي عجز وفشل في تحقيق أهدافه وطلب من الأمريكيين وقف إطلاق النار. هذا يعني أن المقاومة، في اللحظة التي وافقت فيها على وقف إطلاق النار، كانت تمتلك القدرة ومقومات الصمود.
واضاف انه بناءً على ذلك، كانت المقاومة أيضًا على تواصل مع دولة الرئيس نبيه بري، وكان دولة الرئيس على تواصل مع قيادة الحزب. نتيجة لتبادل وجهات النظر وإبداء الملاحظات على المسودة.
العالم: هل أنتم نادمون على الموافقة في حينها على هذا النوع من الاتفاقات؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: الظروف السياسية والأمنية والعسكرية التي كانت قائمة ورافقت المفاوضات، والطريقة التي تمت بها، لا يمكن تجاهلها. كما أن لميزان القوى واختلاله كان له دور في ذلك. كانت الخطوة صحيحة، وأي شخص في تلك المرحلة، بنفس الظروف التي كنا موجودين فيها، قد يتخذ نفس الخيار.
واوضح أن الدولة اللبنانية التي وافقت والتزمت المقاومة بما وافقت عليه، بينما الرعاة لهذا الاتفاق، الذين كان من المفترض أن يضمنوا هذا الاتفاق، هم الذين اخلوا به وهم الأمريكيون والفرنسيون والإسرائيليون. وبالتالي، أعطوا الفرصة أمام الدولة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها كاملة.
العالم: هل قصر الدولة في متابعة هذا الأمر والضغط على الاحتلال؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: منذ اللحظة الأولى، رأينا أن الالتزام كان من طرف واحد دون الطرف الآخر.
محاولات نزع سلاح المقاومة
العالم: الان يتم التعامل معكم لبنانيًا وخارج لبنان، طبعًا نتحدث عن الفئات المناوئة المختلفة مع حزب الله، وأمريكا وإسرائيليا، على أنكم هزمتم، وبالتالي عليكم أن تسلموا سلاح المقاومة. كان قرار الحكومة في الخامس والسابع من أغسطس الماضي، ثم كانت جلسة الحكومة في الخامس من سبتمبر وخطة الجيش. كيف تقاربون في حزب الله هذا المسار الذي يعمل ومصر على سحب سلاح المقاومة؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: فيما يتعلق بموضوع حصرية السلاح، هذا المصطلح كان بعد اتفاق الطائف، الذي كان نتاجًا لإيقاف حرب داخلية استمرت حوالي 15 عامًا. واصبح هناك خلط بين حصرية السلاح بمعنى سحب سلاح الميليشيات آنذاك، لأن الحرب الأهلية كانت قد انتهت. هذا السلاح الذي كان متفلتًا يجب أن يتم حصره بيد الدولة، وهذا ما قد تم استثناء سلاح المقاومة.
واكد ان الدليل على ذلك أنه في أول حكومة بعد اتفاق الطائف، برئاسة الرئيس الهراوي، وسليم الحص، وبداخل البيان الوزاري، تم تبني المقاومة وسلاح المقاومة ودعم المقاومة من أجل تحرير الأرض اللبنانية.
العالم توالت الحكومات التي دعمت المقاومة وسلاح المقاومة، الآن، الحكومة تقول إن حزب الله من ضمن الميليشيات التي نريد أن نسحب السلاح منها، ما رأيكم في هذا؟ ما موقفكم؟ وكيف تتعاملون بواقعية مع هذا المخطط؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: نحن نعتبر أن مشروعية المقاومة وشرعيتها قائمة وموجودة، هذا القرار الحكومي يجانب الحقيقة والموضوعية. وكان قرارًا خاطئًا، يمكن أن نسميه خطيئة كبرى، لأنه يتعارض مع الميثاقية. هذا القرار ليس ميثاقيًا، وبالتالي هي تجاوزت الدستور، باعتبار أن مقدمة الدستور جزء من الدستور، وقد خالفت مبدأ العيش المشترك برفض مكون أساسي في هذا الموضوع.
واضاف ان الأمر الآخر هو المشروعية، حيث يمكن إجراء إحصاء أو استطلاع للرأي، وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن 60% من الشعب اللبناني يرفض تسليم السلاح، باعتبار أن هذا السلاح يحظى بالمشروعية. القرار لا يحظى بالميثاقية ولا بالوطنية أيضًا، لأنه عندما نتحدث عن نزع سلاح المقاومة، فإننا نتحدث عن نزع سلاح القدرة للبنان، والقوة للبنان، وسلاح حماية الوطن، وسلاح حماية ثروات الوطن.
وبين انه إذا أصروا على سحب هذا السلاح، نحن أعلنّا أن هذا السلاح لا يمكن بأي حال من الأحوال، وتحت أي ذريعة، أن نسلم هذا السلاح.
العالم: ماذا لو فرض عليكم أن تكونوا أمام الجيش، وفي مواجهة معه، ماذا سيكون رد فعلكم؟
النائب الشيخ حسن عز الدين: نحن بالتأكيد حريصون على عدم مواجهة الجيش، والجيش أيضًا يملك نفس الحرص. ولكن في نهاية المطاف، عندما يكون الخيار بين أن تموت بشرف أو تموت وأنت مستسلم، نحن لن نرفع الراية البيضاء على الإطلاق. وإذا ما فرض علينا ذلك، سنموت موت الشرفاء والأحرار، وهذا شرف عندما يموت الإنسان من أجل قضية مقدسة.