تبادلت كييف وموسكو الهجمات بالمسيرات، ففي هجوم روسي أكد حاكم مقاطعة زابوروجيا الأوكرانية سقوط قتلى وجرحى جراء هجمات على واحد وعشرين منطقة سكنية بالمقاطعة، فيما أكدت موسكو تعرضها هي الأخرى لهجوم، لتعلن وزارة الدفاع الروسية إسقاط سبعين مسيرة أوكرانية فوق مناطق عدة من البلاد. بدوره، أعلن حاكم مدينة سيفاستوبول تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط ستة عشر مسيرة أوكرانية.
ويأتي ذلك وسط تعزيز القوات الروسية تطويقها لمدينة كوبيانسك في مقاطعة خاركوف، بالإضافة إلى سيطرتها على مواقع جديدة في شمال غرب المدينة، بعد أن باتت كوبيانسك هدفاً استراتيجياً محورياً للجيش الروسي، كونها تمثل بوابة للتقدم نحو أهم المعاقل الأوكرانية بالمنطقة.
ويبدو أن المسيرات الروسية وسعت نطاق عملياتها، حيث أعلنت الحكومة النرويجية انتهاك طائرات روسية مجالها الجوي ثلاث مرات في الفترة ما بين أبريل وأغسطس هذا العام، ووصفت وارسو هذه الحوادث بأنها "غير مقبولة". ورغم عدم تأكد رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور من مدى تعمد هذه الاختراقات، اعتبر الحوادث التي وقعت في بلاده أصغر نطاقاً من الانتهاكات التي سجلت ضد إستونيا وبولندا ورومانيا، لكنها تؤخذ على محمل الجد. تصريحات اعتبرتها السفارة الروسية بأوسلو مزاعم لا تؤكدها بيانات المراقبة الروسية، محملة دول الناتو مسؤولية تأجيج التوترات في شمال أوروبا من خلال إجراء تدريبات عسكرية تصنف فيها روسيا بالعدو.
وتصاعدت التوترات الروسية الأوروبية، فاستغلها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليؤكد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يختبر نقاط ضعف الناتو عبر اختراق أجواء دوله التي اخترقتها مسيرات روسية في الأسابيع الأخيرة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "بوتين سيحاول رصد نقاط ضعف في أوروبا ودول الناتو لمعرفة مدى جاهزيتها وما إذا كان الحلف سيردّ على هذه الانتهاكات".
وكان الناتو قد طالب روسيا بوقف انتهاكاتها التصعيدية للمجال الجوي لدول شرق أوروبا، بعدما عقد محادثات عاجلة تطرقت إلى انتهاك طائرة روسية الأسبوع الماضي المجال الجوي لإستونيا.