يوم بعد آخر، تتكشف فصول مواجهة تتجاوز جغرافيا الصراع التقليدي، وتعيد رسم معادلات القوة بين محور المقاومة والاحتلال. مواجهة تطال عمقا كان الاحتلال يظنه بمنأى عن النار.
وفي أحدث حلقات هذه المواجهة، أعلنت القوات اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية بصاروخ باليستي فرط صوتي ضد الكيان الإسرائيلي، استهدف أهدافا حساسة في منطقة يافا المحتلة. الاحتلال من جهته اقر بالهجوم، حيث أفادت المصادر العبرية بأن صافرات الإنذار دوت في القدس وتل أبيب ومناطق واسعة بوسط كيان الاحتلال، فيما هرع ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وتعطلت الحركة الجوية في مطار بن غوريون وألغيت العديد من الرحلات.
وتكتسب هذه العملية بعدا إضافيا لكونها تأتي بعد يوم من هجوم آخر بطائرات مسيرة استهدف مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة، وأسفر عن إصابة عشرات المستوطنين بعضهم بحالة حرجة، في وقت أقر فيه تحقيق لجيش الاحتلال بفشل محاولات اعتراض تلك المسيرات أو حتى رصدها قبل اقترابها من الشواطئ.
في المقابل، صعد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على اليمن بشن اثنتي عشرة غارة جوية على أحياء سكنية ومنشآت خدمية في العاصمة صنعاء، أسفرت عن أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى. وأشارت تقارير عبرية إلى أن الدفاعات الجوية اليمنية أطلقت صواريخ متطورة شكلت تهديدا حقيقيا على الطائرات التي نفذت العدوان في أجواء صنعاء.
وفي خطاب متزامن مع هذه التطورات، شدد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي على أن المسار اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني مستمر ومتصاعد.
بهذه الرسائل الميدانية والسياسية، يرسخ اليمن حضوره كرقم صعب في الصراع مع الاحتلال، فارضا علىه معادلات أمنية جديدة من يافا إلى إيلات ليكرس واقع جديد يضعف منظومة الردع الإسرائيلية.