وقالت السرايا في بيانها إن إرث نصر الله "يُبقي الفكرة حية ويجعل من المقاومة فعل تضحية وانتماء ومسؤولية"، معتبرة أن ذكراه "ليست مجرد استدعاء للماضي بل نبض متجدد في مسيرة لا تنقطع".
وأضاف البيان أن السرايا تنظر إلى المقاومة "بوصفها مساحة تلاقٍ ووعي، لا تقاس بالمواسم ولا تُحاصر بالجغرافيا، بل تنبثق من صميم القيم الإنسانية والوطنية وتعيش في تفاصيل الحياة اليومية أكثر مما تعيش في الشعارات".
واختتمت السرايا بيانها بالتأكيد على أن إحياء الذكرى يمثل تجديدًا للعهد بالمضي في طريق المقاومة حتى تحقيق حلم "وطن كريم، وأمة واعية، وإنسان حر"، مشددة على أن "القيم تبقى حية والعزيمة ممتدة رغم كل التحديات"
وهذا هو نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أب المقاومين سماحة السيد حسن نصر الله
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أب المقاومين ومؤسس السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي سماحة السيد حسن نصر الله (قدس سره)، تتوجه السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال بتحية وفاء وإجلال إلى روحه الطاهرة، مستحضرةً إرثه الجهادي والأخلاقي الذي جعل المقاومة نهجًا إنسانيًا ووطنيًا قبل أن يكون موقفًا سياسيًا.
لقد ترك أب المقاومين إرثًا يتجاوز اللحظة ويُبقي الفكرة حية: مقاومةٌ تحمل في جوهرها التضحية والانتماء والمسؤولية، وتحول الأزمات إلى فرصٍ للتماسك والوعي، وتفتح الطريق أمام أجيالٍ تعرف أن الكرامة ليست شعارًا بل فعلًا يوميًا.
في هذه المناسبة، تستحضر السرايا اللبنانية هذه القيم لا كذكرى عابرة، بل كنبضٍ متجددٍ في مسيرةٍ لا تنقطع. إن استمرار هذا النهج، هو فعل وفاءٍ لكل من عبروا هذا الطريق بوعيٍ وصمت، وأثبتوا أن الكلمة حين تتجذر تتحول إلى فعل، وأن الفعل حين يتراكم يصبح هوية.
إن السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بما تحمل من ذاكرةٍ حيةٍ، ومسارٍ ممتدٍ، تنظر إلى المقاومة باعتبارها مساحةَ تلاقٍ ووعي، لا تُقاس بالمواسم ولا تُحاصر بالجغرافيا، بل تنبثق من صميم القيم الإنسانية والوطنية العميقة، وتعيش في تفاصيل الحياة اليومية، أكثر مما تعيش في الشعارات.
إن هذه الذكرى العظيمة، ليست استدعاءً للماضي بقدر ما هي تذكيرٌ بأن الطريق لا يزال ممتدًا، وأن الانتماء لم ينكسر، وأن الحلم بالمستقبل المشترك، ما زال هو ذاته الذي حمله أب المقاومين: وطنٌ كريم، وأمةٌ واعية، وإنسانٌ حر.
في ذكراك يا سيد المقاومة، إنا على العهد، تبقى القيم حية، وتبقى العزيمة ممتدة رغم كل التحديات، وتظل المقاومة النهج الأصدق الذي يجمع بين الوفاء والكرامة والاستمرار نحو مستقبلٍ أفضل.