فقد أعلن الحلف تعزيز مهمته في منطقة بحر البلطيق من خلال نشر فرقاطة دفاع جوي واحدة على الأقل، إضافة إلى أصول متعددة المجالات تشمل منصات للمخابرات والمراقبة والاستطلاع. ويأتي هذا القرار بعد توغلات متكررة للمسيّرات فوق الدنمارك ومناطق أخرى، الأمر الذي اعتبره الناتو تهديدًا لأمنه الشرقي.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ بلاده لا تستهدف الاتحاد الأوروبي أو الناتو بالطائرات المسيّرة أو الصواريخ، مشددا على أنّ روسيا لا تسعى لشن هجوم، لكنها سترد بحزم على أي عدوان محتمل. كما أوضح أنّ مدى بعض المسيّرات المزعومة التي عُثر عليها في بولندا لا يسمح بوصولها من الأراضي الروسية، في إشارة إلى نفي المسؤولية.
لافروف: 'تلك الطائرات المسيرة التي زُعم اكتشافها على الأراضي البولندية، إذا كانت تلك التي نفكر فيها، فإن مداها أقل من المسافة من حدود الاتحاد الروسي إلى الحدود مع بولندا. إن التهديد باستخدام القوة ضد روسيا يتزايد بشكل متكرر، ويتم اتهامها بأنها تخطط تقريبا للهجوم على دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي'.
وفي السياق ذاته، أغلقت بولندا مجالها الجوي مؤقتًا بالقرب من مدن جنوب شرقي البلاد، تحسبا لاحتمال امتداد التهديدات. كما تكررت حوادث رصد مسيّرات فوق مواقع عسكرية في الدنمارك، ما عزز المخاوف من اتساع رقعة التوتر في المنطقة.
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ ضربة ضخمة باستخدام أسلحة بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، استهدفت مطارات ومنشآت صناعية عسكرية في أوكرانيا. وقد أسفرت الهجمات، وفق السلطات الأوكرانية، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 67 آخرين. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه من الأعنف منذ بداية الحرب، مؤكدًا أنّه ألحق أضرارًا بالغة في كييف ومناطق أخرى.
التطورات هذه ُتظهر خطورة الوضع الراهن، حيث تتقاطع التحركات العسكرية للناتو مع تصعيد روسي متواصل، ما يزيد احتمالات المواجهة ويهدد الأمن الأوروبي برمّته.