رغم إعلان جيش الاحتلال وقف عملياته العسكرية في قطاع غزة والاكتفاء بما سمّاه بـ"الوضع الدفاعي"، تواصلت الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف مناطق القطاع، في مشهد يعكس تناقضًا واضحًا بين التصريحات المعلنة والواقع الميداني.
فخلال الساعات الماضية، لم تهدأ أصوات الانفجارات التي هزّت أحياء مدينة غزة ومحيطها.
وقال المحلل السياسي، ناصر الشرقاوي، لقناة العالم: "كما هو معتاد، يحاول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنصل من التزاماته. فالحديث عن تجميد العمليات العسكرية قد يكون مجرد مدخل للاحتلال الإسرائيلي للتنصل والتهرب من تنفيذ هذا الاتفاق ومن الرد الإيجابي الذي أبدته حماس تجاه المبادرة الأمريكية. ما يجري حاليًا هو استمرار للعمليات العسكرية ولكن بنطاق أضيق مما سبق".
وقد استهدفت الغارات منازل سكنية ومواقع مدنية في أحياء الشيخ رضوان، والزيتون، والتفاح، ما أسفر عن استشهاد عدد كبير من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين، وتدمير بنايات سكنية بأكملها فوق رؤوس ساكنيها.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه سكان غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء، ونقص المياه، والوقود، والمواد الغذائية.
وبينما يواصل الاحتلال استهداف الأحياء السكنية، تتصاعد المخاوف من أن يكون قرار "وقف العمليات" مجرد غطاء لمواصلة القتل والدمار بطرق مختلفة.