الخارجية الإيرانية: شروط الترويكا الأوروبية كانت غير منطقية

الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٥
٠٨:١٣ بتوقيت غرينتش
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن موقف الدول الأوروبية الثلاث، ولا سيما خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كان موقفاً غير مسؤول ومدمّراً.

وأجاب إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، على أسئلة الصحفيين والإعلاميين خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي.

وفي مستهل المؤتمر، تناول بقائي موضوع الإبادة الجماعية في فلسطين، قائلاً: على الرغم من الادعاءات المتعلقة بإرساء السلام، فإن الفلسطينيين الأبرياء ما زالوا عرضة للقتل، سواء بالقصف أو بسبب المجاعة المفروضة عليهم. ووفقاً للإحصاءات خلال العامين الماضيين، قُتل نحو 80 ألف إنسان بريء، وجُرح ضعف هذا العدد.

إقرأ أيضاً..ايران.. حرس الثورة يتوعد العدو برد أشد من الوعد الصادق

وأضاف: من المؤسف أن مجلس الأمن يقف عاجزاً عن اتخاذ أي إجراء لوقف هذه الإبادة الجماعية، بسبب الدعم الأمريكي الشامل لإسرائيل. كما أن اعتقال ما يقرب من 500 من نشطاء أسطول الصمود يُعدّ بحد ذاته عملاً إرهابياً وجريمة حرب تهدف إلى ضمان استمرار هذه الإبادة الجماعية الممنهجة.

الدول الأوروبية الثلاث أثبتت أن الدبلوماسية معها غير مثمرة

وفيما يتعلق بتفعيل آلية الزناد (العودة التلقائية للعقوبات) ومطالبة الأوروبيين بالتفاوض، قال بقائي: إن موقف الدول الأوروبية الثلاث، ولا سيما خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كان موقفاً غير مسؤول ومدمّراً. فقد استغلوا عملياً آلية تسوية الخلافات لفرض مطالب الولايات المتحدة.

وأضاف: "الشروط الثلاثة التي وضعها الأوروبيون كانت غير منطقية، ورغم ذلك قررنا الدخول في حوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد توصّلنا إلى تفاهم لتأسيس آلية جديدة للتعاون نالت رضا الوكالة، لكنهم رفضوها لاحقاً، ثم طُرحت مسائل أخرى."

وتابع المتحدث باسم الخارجية: "إن شروط الدول الأوروبية الثلاث للدخول في حوار مع أمريكا كانت غير منطقية، كما أنها لم تُظهر نفسها كطرف يمتلك الإرادة السياسية المستقلة، ولذلك ستكون الظروف المقبلة مختلفة. نحن نؤمن بأن طريق الدبلوماسية لا يُغلق أبداً، ومتى ما وجدنا أن الدبلوماسية مثمرة فلن نتردد في استخدامها، غير أن الدول الأوروبية الثلاث أثبتت أن الدبلوماسية معها غير مجدية."

نؤمن بأن مسار الدبلوماسية يبقى مفتوحا وسنستخدم جميع الأدوات المتاحة لتأمين مصالحنا

إجراء الدول الأوروبية الثلاث لا يُلزِم الحكومات بشيء

وفي رده على سؤال بشأن لقاء عباس عراقجي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأسباب اعتبار إيران إعادة فرض العقوبات أمراً غير قانوني، قال بقائي: "لقد عقدنا اجتماعاً مهماً مع الأمين العام، جرى خلاله نقاش موسّع، وكان أحد محاوره تصرف الدول الأوروبية الثلاث. وقد عرضنا بالتفصيل مبرراتنا القانونية."

وأضاف: "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن القرارات التي اتُّخذت سابقاً بشأن الملف النووي الإيراني كانت تصدر بالإجماع، أما اليوم فالوضع مختلف، إذ عارض عضوان دائمان في مجلس الأمن الإجراء الأوروبي، ما يدل على غياب الإجماع."

وأوضح بقائي أن إيران لا تعتبر أن مجلس الأمن قد اتخذ أي قرار جديد، مشيراً إلى أن ما حدث هو مجرد تحرك من الدول الأوروبية الثلاث لإعادة العمل بقرارات العقوبات السابقة. وقال: "لقد أبلغنا الأمين العام بموقفنا هذا، ونؤكد أن قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالملف النووي الإيراني ستنتهي في موعدها المقرر في (18 تشرين الأول/أكتوبر)، والإجراء الأوروبي يفتقر إلى الأساس القانوني، بل ويسبب ارتباكاً على الصعيد الحقوقي."

وأضاف: "ليس واضحاً ما الذي تمت إعادته فعلاً. ويبدو أن هذا التحرك الأوروبي مجرد تصرف عنادٍ استجابةً لمطالب أمريكا، من دون مراعاة مصالح أوروبا نفسها. ونعتقد أن ما قامت به الأمانة العامة للأمم المتحدة لا يمتلك أي شرعية قانونية. كما أن موقف إيران يحظى بدعم واضح من روسيا والصين، اللتين أكدتا صراحة عدم قانونية الإجراء الأوروبي. وقد سجلنا اعتراضنا رسمياً، ونرى أن خطوة الدول الأوروبية الثلاث لا تُنشئ أي التزام على الحكومات، ونتوقع من الدول الأخرى أن تمتنع عن الالتزام بهذا الإجراء غير القانوني."

الوكالة الدولية كان يجب أن تُدين اعتداءات الكيان الصهيوني وأمريكا على المنشآت النووية الإيرانية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في رده على تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إنّ إيران تعتبر الكيان الصهيوني وأمريكا المسؤولين المباشرين عن الهجمات غير القانونية ضد منشآتها النووية.

وأوضح: "لكنّ تقرير الوكالة الدولية وسوء استغلال الدول الأوروبية الثلاث له لإصدار قرار ضد إيران وفّرا ذريعة لأمريكا والكيان الصهيوني لاستمرار سياساتهما العدائية."

وأضاف بقائي: "الوكالة لم تذكر في أي من تقاريرها وجود انحراف في البرنامج النووي الإيراني، وهذه حقيقة دقيقة، ولذلك كان من واجبها أن تُدين بوضوح الاعتداءات التي شنّها الكيان الصهيوني وأمريكا على المنشآت النووية الإيرانية. فبحسب قرارات الوكالة، أيّ هجوم على المنشآت النووية السلمية يُعدّ محظوراً تماماً. لقد كنا دائماً نتوقع من الوكالة أن تبتعد عن أي شبهة سياسية وأن تلتزم بمهامها القانونية."

لا خطط حالياً للتفاوض مع الأوروبيين

وفي رده على سؤال حول إمكانية استئناف الحوار مع الدول الأوروبية، قال بقائي: "في الوقت الراهن لا توجد لدينا أي خطط لإجراء مفاوضات جديدة. نحن نركّز على دراسة تبعات وخلفيات إجراءات الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة. ومن الطبيعي أن تستمر الاتصالات الدبلوماسية بالمعنى العام لتبادل وجهات النظر."

أمريكا طرف ينتهك القانون الدولي

وعن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة ضد إيران، قال المتحدث الإيراني: "إن تباهي المسؤولين الأمريكيين بأعمالهم الإجرامية وتكرار هذه التصريحات لا يغيّر شيئاً من طبيعتها غير القانونية، بل يزيد من ثقل المسؤولية القانونية الواقعة على عاتق أمريكا. وهذا يثبت للشعب الإيراني أن الولايات المتحدة طرف ينتهك القوانين الدولية. وادعاؤهم بأنهم أخروا البرنامج النووي الإيراني لا يثير أي شك في عدم قانونية أعمالهم."

إيران تتجه لتقديم شكوى ضد الدول الأوروبية الثلاث

وفي معرض حديثه عن احتمال تقديم شكوى رسمية ضد الأوروبيين، قال بقائي:"إنّ تصرف الدول الأوروبية الثلاث لم يكن مرفوضاً فقط من جانبنا، بل حتى ستة من أعضاء مجلس الأمن رفضوه في مناسبتين مختلفتين. كما أن رئيس مجلس الأمن نفسه، الذي قدم مشروع القرار، امتنع عن التصويت عليه. ويكفي النظر إلى سجل هذه الدول الست لمعرفة موقفها."

وأضاف: "إيران التزمت بخطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) حتى عام 2019، ووفقاً لإحدى بنود الاتفاق، قررت تقليص التزاماتها بعد انسحاب الولايات المتحدة وعدم وفاء الأطراف الأخرى بتعهداتها. ومن الناحية القانونية والمنطقية، لم يكن لأيٍّ من الأطراف الأربعة الأخرى الحق في اللجوء إلى آلية تسوية الخلافات."

ملف السجناء بين إيران وفرنسا

وتطرق بقائي إلى قضية السجناء الإيرانيين والفرنسيين قائلاً: "تم توقيف مواطنين فرنسيين في إيران بتهم محددة وواضحة، في حين أن اعتقال المواطنة الإيرانية في فرنسا جاء بشكل غير قانوني ولم تقدَّم لنا أي مبررات بشأنه."

وأضاف: "نحن نتابع قضية السيدة أسفندياري باعتبارها من مسؤولياتنا القانونية، وقد التقى بها السفير الإيراني قبل نحو عشرة أيام. وما زال ملفها قيد التحقيق. ومن أجل تهيئة الظروف المناسبة، نعمل على تسهيل إطلاق سراح السجينين الفرنسيين مقابل إطلاق سراح السيدة أسفندياري، ونتمنى أن يتم ذلك قريباً عبر القنوات المختصة."

أمريكا امتنعت عن إصدار تأشيرات لأعضاء الاتحاد الإيراني لكرة القدم

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنّ بلاده تأمل أن تتجنب الحكومة الأمريكية التسييس المتعمّد والمواقف العدائية في المجال الرياضي، مضيفاً أن على واشنطن التزامات واضحة تجاه الوفود الرياضية الأجنبية.

وأوضح بقائي أنّ الجهات المعنية في إيران تتابع القضية عبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مؤكداً أن وزارة الخارجية الإيرانية لن تدّخر جهداً لتسهيل حلّ هذه المشكلة.

وأشار أيضاً إلى أن الولايات المتحدة أساءت استخدام موقعها كدولة مضيفة حتى في ما يتعلق بالبعثة الدبلوماسية الإيرانية.

ردّ وزارة الخارجية على تصريحات محافظ أردبيل بشأن وقف التبادلات مع أذربيجان

وفي معرض تعليقه على تصريحات محافظ أردبيل حول إيقاف الأنشطة التجارية والسياحية مع جمهورية أذربيجان، قال المتحدث باسم الخارجية: "إنّ الموضوع قيد المتابعة حالياً من قبل الجهات المختصة."

الاتفاقيات الثنائية بين إيران والدول الأخرى ما زالت قائمة

وحول تزامن دخول معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا حيّز التنفيذ مع مسألة تفعيل آلية "سناب باك"، أوضح بقائي أن المعاهدة التي وُقعت في (كانون الثاني/يناير 2025) بين رئيسي البلدين دخلت حيّز التنفيذ في (2 تشرين الأول/أكتوبر)، وهي إجراء قانوني طبيعي تزامن مصادفة مع محاولات إعادة فرض قرارات العقوبات.

وأضاف: "إيران ليست دولة قابلة للعزلة. تاريخ العقوبات المفروضة على بلادنا يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حين فُرضت علينا العقوبات بسبب تأميم صناعة النفط. وعلى مدى 80 عاماً، واصلت إيران طريقها بالاعتماد على إمكاناتها الداخلية."

وأكد بقائي أن الاتفاقيات الثنائية لإيران مع مختلف الدول ما زالت سارية المفعول، مضيفاً: "لدينا علاقات راسخة مع روسيا، وبغضّ النظر عن التطورات الدولية، فإنّ البلدين مصممان على مواصلة التعاون فيما بينهما."

عودة المواطنين الإيرانيين من أمريكا

وفي ما يتعلق بالتفاهم بين إيران والولايات المتحدة بشأن عودة المواطنين الإيرانيين من أمريكا، قال بقائي: " ما حدث هو أن السلطات الأمريكية تعاملت بشكل تمييزي مع الإيرانيين، وطلبت من بعضهم مغادرة أراضيها بذريعة مختلفة. وقد رحّبت الحكومة الإيرانية بعودة هؤلاء إلى الوطن متى ما رغبوا بذلك."

وأضاف: "دخول المواطنين الإيرانيين إلى بلدهم أمر مفتوح تماماً، وبعضهم تعرض لمعاملة مخالفة للقوانين الدولية. هؤلاء الأشخاص عادوا بطلب منهم، وقد عاد حتى الآن 53 شخصاً. وأكدنا أن سلوك الحكومة الأمريكية تجاه هؤلاء الإيرانيين كان غير لائق. إنّ أحضان الوطن مفتوحة دائماً أمام جميع الإيرانيين."

مستقبل سوريا يجب أن يتشكل بعيداً عن التدخلات الأجنبية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنّ موقف طهران من سوريا واضح وثابت منذ تغيّر الأوضاع في هذا البلد، موضحاً أنّ إيران تؤكد على وحدة الأراضي السورية وعلى حقّ دمشق في الدفاع عن نفسها ضد اعتداءات الكيان الصهيوني.

وأضاف: "نحن نرى أن مستقبل سوريا يجب أن يتشكل من قِبل شعبها ومن دون أي تدخلات خارجية. نحن مستعدون للتعاون مع جميع دول المنطقة، ونعتقد أن استقرار سوريا هو شرط أساسي لاستقرار المنطقة بأسرها. لذلك نتابع التطورات عن كثب، لكن القرار في ما يخص علاقات سوريا مع الدول الأخرى يعود للحكومة السورية نفسها."

مرافقة تركيا للعقوبات المفروضة على إيران عمل غير قانوني

وحول الأنباء المتعلقة بانضمام تركيا إلى تطبيق العقوبات المفروضة على إيران، قال بقائي: "الإجراء التركي الذي أُعلن في وسائل الإعلام يُعدّ من وجهة نظرنا غير ضروري، ويُعتبر من الناحية القانونية غير مشروع، لأن الأسس التي بُنيت عليها خطوات الدول الأوروبية الثلاث غير قانونية أساساً."

وتابع: "نحن نطالب الدول الصديقة بالامتناع عن الانخراط في تنفيذ قرارٍ غير قانوني. ومن المهم الإشارة إلى أن الشركات والمؤسسات التي وردت أسماؤها لم تكن تملك أي أصول أو حسابات في تركيا. كما أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أوضحت موقفها بشكل قاطع وأكدت أنه لم يتم تجميد أي من أصولها."

الغرب تجاهل جميع المقترحات الإيرانية

وفي تعليقه على تصريحات عباس عراقجي بشأن المقترحات الإيرانية في نيويورك، قال المتحدث باسم الخارجية: "الوفد الإيراني بذل كل جهد ممكن لمنع تنفيذ الإجراء غير القانوني للدول الأوروبية الثلاث. ذهبنا إلى نيويورك بمبادرة بنّاءة، وقد قبل الأوروبيون مبدئياً ثلاثة من مقترحاتنا في مراحل مختلفة، لكنهم على ما يبدو فشلوا في إقناع الطرف الأمريكي."

وأضاف: "هذا يدل على أن البيان الصادر عن الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة فرض العقوبات كان هو الأساس الذي تستند إليه الدول الغربية، ولهذا لم يُؤخذ بأيٍّ من مقترحاتنا. كما طُرحت ثلاث مرات مقترحات لعقد اجتماع متعدد الأطراف بمشاركة الولايات المتحدة، وقد أبدينا موافقةً من منطلق حسن النية، لكن الطرف المقابل هو من تهرّب من عقد اللقاء. كل ما كان منطقياً ومعقولاً طرحته إيران، إلا أن الأطراف الأخرى لم تكن تملك الإرادة أو القدرة للوصول إلى حلّ منطقي."

رئاسة روسيا لمجلس الأمن ودورها في منع تنفيذ العقوبات

وفي ما يخصّ رئاسة روسيا الحالية لمجلس الأمن وتأثيرها على ملف العقوبات ضد إيران، أوضح بقائي أن المشاورات مع موسكو ما تزال مستمرة، مؤكداً أن لدور روسيا أهمية كبيرة في هذه المرحلة لأن بعض الآليات التي يدّعيها الغرب من المفترض أن تُفعّل في هذه الفترة تحديداً.

وقال: "روسيا أعلنت بوضوح موقفها الرافض لخطوة الدول الأوروبية الثلاث ووصفتها بغير القانونية، كما أن الصين لم تؤيد هذه الخطوة أيضاً. وحتى عدد من الدول الأخرى أبلغتنا بأنها وافقت تحت ضغطٍ من تلك الدول الثلاث."

لا يوجد حالياً أي مفتش تابع للوكالة في إيران

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بشأن اتفاق القاهرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وآخر تطورات عمل المفتشين قائلاً: "حالياً لا يوجد أي مفتش من الوكالة في إيران. آخر عملية تفتيش تمت قبل نحو عشرة أيام في محطة بوشهر النووية."

وأضاف: "أما بخصوص الخطوات المقبلة، فسيُتخذ القرار بشأنها من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي، لكن من المؤكد أن تفاهم القاهرة أصبح غير فعّال ولا يمكن تطبيقه."

إيران لا تتوسّل لأجل المفاوضات

وفي رده على سؤال حول الاختلاف في التصريحات بشأن ما جرى في نيويورك، قال بقائي: "إيران لا تتوسّل لأجل المفاوضات. فالمفاوضة عملية متبادلة يجب أن تُتخذ بشأنها قرارات تُراعي المصلحة الوطنية. حماية المصالح الوطنية لا تقل أهمية عن صون السيادة والاقتدار الوطني."

وتابع: "قبل توجهنا إلى نيويورك، طرح المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي اقتراح عقد اجتماعات مشتركة بمشاركة ممثل الولايات المتحدة، بهدف منع تفعيل آلية إعادة العقوبات، وقد طُرح بالفعل مقترح لعقد اجتماع متعدد الأطراف بحضور أمريكا، ولم نعارض ذلك بل أبدينا حسن النية. لكن الأطراف المقابلة لم تكن مستعدة، وتهربت من عقد الاجتماع رغم طرحه في مناسبتين لاحقتين. ومع ذلك، أجرينا اجتماعات ثنائية مع ممثلي الدول الأوروبية، وهذه هي حقيقة ما جرى."

القرار بشأن فلسطين يجب أن يتخذه الشعب الفلسطيني دون ضغوط خارجية

وعن المفاوضات الجارية بين حركة حماس والكيان الصهيوني بخصوص ما يُعرف بـ"خطة السلام الأمريكية"، قال المتحدث باسم الخارجية: "لقد أصدرنا بياناً واضحاً بهذا الخصوص، وموقفنا لا لبس فيه. نحن نرحب بأي مبادرة تُسهم في وقف الإبادة الجماعية وتسهيل إيصال المساعدات إلى غزة."

وأضاف: "نحن على اطلاع على مواقف فصائل المقاومة الفلسطينية بشأن أي خطة تُطرح لتقرير المصير على أساس الحقوق الفلسطينية، كما أننا قلقون من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على مثل هذه المشاريع تحت ذرائع مختلفة. ندعو جميع الأطراف ذات الصلة إلى التعامل مع هذا الملف بوعي وبصيرة كاملة، فقرار مصير فلسطين يجب أن يكون بيد الشعب الفلسطيني وحده، دون أي ضغط من الأطراف الأخرى."

الأزمة الأفغانية نتيجة مباشرة للسياسات الأمريكية

وفيما يتعلق باجتماع إيران وروسيا وباكستان والصين حول أفغانستان، أوضح بقائي أن هذه الاجتماعات ليست جديدة، بل تعكس اهتمام دول الجوار بالاستقرار في أفغانستان.

وقال: "هذه اللقاءات أُسست على نية حسنة وتهدف إلى دعم الشعب الأفغاني. من بين القضايا المطروحة في الاجتماعات موضوع القلق من التدخلات الخارجية، ولا سيما احتمال إنشاء قواعد عسكرية في أفغانستان، وهو أمر يثير قلق دول المنطقة."

وأضاف: "التحالفات الأجنبية في أفغانستان لم تجرّ سوى الدمار وانعدام الأمن، وما تعانيه أفغانستان اليوم هو نتيجة مباشرة للسياسات والتدخلات الأمريكية."

اعتداءات الكيان الصهيوني على اليمن

وفي معرض رده على سؤال بشأن الهجمات التي شنّها الكيان الصهيوني والسعودية ضد اليمن، قال بقائي: "نحن نؤكد دوماً على ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي اليمنية من قبل جميع الأطراف المعنية."

وأضاف: "الهجمات التي يشنها الكيان الصهيوني تُظهر طبيعته التوسعية والعدوانية. فهو لا يكتفي بالاعتداء المتكرر على لبنان، بل يستهدف اليمن أيضاً. نحن ندين بشدة هذه الاعتداءات."

أمريكا تعارض أي تقدّم يتحقق في إيران

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، تعليقاً على تجارب الاتفاق النووي والدروس المستفادة منه: "من المؤكد أننا نستخلص العِبر من تجارب الماضي، ونراجع بشكل مستمر المسارات التي قادت إلى الأوضاع الراهنة. كما أن دراسة الذهنية التي دخلت بها الإدارة الأمريكية المفاوضات يمكن أن تكون موضوعاً بحثياً، لكن بالنسبة لنا، أداء الإدارات الأمريكية هو المعيار الحقيقي."

وأضاف: "إدارة ترامب انسحبت عام 2018 من الاتفاق النووي دون أي مبرر سوى معارضة ما أنجزته الإدارة السابقة، غير أن السبب الأعمق كان تأثيرات وضغوط الكيان الصهيوني الذي لعب الدور الأساسي في ذلك، وهو ما نشهده اليوم أيضاً. إنّها مفارقة مريرة أن الكيان الوحيد غير المنضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، والذي يرتكب جرائم إبادة، يتّهم إيران بالسعي وراء السلاح النووي. الحقيقة أن الولايات المتحدة تعارض أي شكل من أشكال التقدّم في إيران، والملف النووي ليس إلا ذريعة للضغط على الشعب الإيراني."

تفاهم القاهرة غير قابل للتنفيذ ومسؤولية فشله تقع على عاتق الأوروبيين الثلاثة

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحادثات مع الغرب، قال بقائي: "نحن أعضاء في معاهدة الـNPT ولدينا اتفاق الضمانات، لكنّ تفاهم القاهرة أصبح غير قابل للتنفيذ، ومسؤولية ذلك تقع مباشرة على عاتق الدول الأوروبية الثلاث التي أخلّت بالتزاماتها منذ اليوم التالي لتوقيع التفاهم."

وأضاف: "أما بشأن المفاوضات، فالدبلوماسية في جوهرها عملية مستمرة. كلما توصّلنا إلى قناعة بأن التفاوض يخدم مصالح إيران الوطنية، فلن نتردد في القيام به."

الخلافات مع واشنطن ناتجة عن سوء تقديرها وإصرارها على المطالب المفرطة

ورداً على تصريحات رئيس الوزراء العراقي بشأن وساطته بين إيران والولايات المتحدة، أوضح المتحدث باسم الخارجية أن عدة دول خلال الأشهر الماضية عرضت مبادرات حسنة النية للمساعدة في تسوية الخلافات بين طهران وواشنطن.

وقال: "لكنّ جوهر المشكلة يكمن في أن الملفات العالقة بين إيران وأمريكا ناتجة عن سوء حسابات الطرف الأمريكي وإصراره على المطالب المبالغ فيها. ففي المفاوضات الأخيرة مثلاً، أصرّ الجانب الأمريكي على نقل المواد المخصّبة الإيرانية مقابل تأجيل عودة العقوبات لستة أشهر فقط، وهذا يعكس ذروة سوء الفهم لطبيعة الموقف الإيراني."

الكيان الصهيوني متهم رسمياً بالإبادة من قبل المحكمة الجنائية الدولية

وفي تعليقه على استطلاع صحيفة واشنطن بوست الذي أظهر أن أغلبية اليهود الأمريكيين يرون أن ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة يمثل إبادة جماعية، قال بقائي: "هذا دليل واضح على أن العالم بات يدرك حجم الجرائم التي يرتكبها الكيان رغم كل محاولاته لتزييف الحقائق. إنّ الكيان الصهيوني هو الكيان الوحيد المتّهم رسمياً من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جريمة الإبادة، والاحتجاجات العالمية الواسعة تؤكد ذلك."

وأضاف: "الرأي العام العالمي لم يعد يحتمل استمرار الجرائم في غزة وفلسطين المحتلة، ومن الطبيعي أن تؤدي هذه الضغوط الشعبية إلى إجبار الحكومات الغربية على إعادة النظر في مواقفها، ووقف سياسة الحصانة المطلقة التي تمنحها للكيان."

إيران ستردّ على أي تحرك عدائي من أراضي الدول المجاورة

وفي رده على تصريحات العميد أحمد علي كودرزي بشأن سماح بعض الدول المجاورة باستخدام أجوائها لتحليق طائرات مسيّرة معادية لإيران، قال بقائي: "وزارة الخارجية، بصفتها القناة الدبلوماسية الرسمية، تتابع كل قضية تُحال إليها من الجهات العسكرية المختصة. الدول المعنية تدرك تماماً أن السماح باستخدام أراضيها أو أجوائها للاعتداء على إيران يُعدّ انتهاكاً صريحاً للقوانين الدولية، وأن إيران ستردّ على أي تحرك من هذا النوع بشكل حاسم."

0% ...

آخرالاخبار

عائلة البرغوثي تكشف تعذيبا مروّعا للقائد الأسير.. وحملة عالمية للإفراج عنه


الرئيس بري: لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار


اتحاد الشغل التونسي يعلن عن إضراب عام في 21 يناير


منظمة إيكو: سندرس تعريف منطقة أرس كعاصمة للسياحة


خطيب جمعة طهران: إذا استمر العدو في تصرفاته الجنونية، فسيُهزم مرة أخرى


دورية للاحتلال تنفذ أعمال تجريف قرب سد بريقة بريف القنيطرة الأوسط


بدء المرحلة الثانية من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة الاسلامية


منازل جديدة للفلسطينيين ينسفها الاحتلال في حي الشجاعية


كلمة مرتقبة للشيخ نعيم قاسم مساء اليوم


قتلى بمجزرة للدعم السريع في مدينة كلوقي السودانية