وفي الجنوب السوري، عند خطوط التماس الصامتة مع الجولان المحتل، تتكرّر المشاهد نفسها.. لا فرق بين الأمس واليوم سوى في عدد الرصاصات.
رجل مدنيّ من ريف القنيطرة الشمالي، خرج إلى محمية قريبة من بلدة جباثا الخشب يجمع الحطب ليقي أسرته بردَ الشتاء القادم، فإذا بالرصاص الحيّ يسبقه إلى جسده.
بينما تركت الحادثة وراءها أسئلة كبرى، ماذا تفعل القوات الإسرائيلية في عمق الأراضي السورية؟ ومن يمنحها الحق؟
المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد توغلا آخر داخل قرية المعلقة في ريف القنيطرة، 6 آليات لجيش الاحتلال تقدّمت بعمق واضح، نصبت حاجزًا مؤقتا، وبدأت بتفتيش المنازل.
لم يكن في القرية ما يستحقّ هذا الاستنفار العسكري، سوى حياة أناس اعتادوا أن يبدأ نهارهم على خوف من صوت المحركات القادمة من جهة الحدود.
إقرأ أيضا.. إصابة مدني برصاص الاحتلال وتوغلات إسرائيلية في سوريا
وفي بلدة الصمدانية الشرقية، مشهد آخر لا يقل استفزازا، 5 سيارات للاحتلال دخلت بعمق البلدة، ثم انسحبت كما لو كانت تجسّ نبض الأرض، تختبر ردود الأفعال وتحصي حدود الصمت.
ما يفعله الكيان في القنيطرة لا يبدو مجرد خرق أمني محدود كما يصفه أحيانا، بل جزء من سياسةِ ضغط ميداني ورسائل سياسية مشفرة تقول: نحن هنا، نتحرك متى شئنا، وأينما شئنا.
تحركات تتزامن مع تكثيفِ نشاط الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية خلال الأشهر الأخيرة، عبر غارات جوية متكررة استهدفت مواقع في دمشق وريفها وحمص ودير الزور.
وما بين التوغل والانسحاب، يظل الخوف مقيما في صدور السكان، خوف من أن يتحول هذا الحضور العسكري الإسرائيلي المتكرر إلى واقع دائم يكرس احتلالا جديدا بصيغة مختلفة.