هل هذا المشهد مشهد عادي؟ هل هذا المشهد مشهد لجماعة تعرضت لإبادة.. لشعب تعرض لإبادة.. لشعب قدم أكثر من 67 ألف شهيد و150 ألف جريح وأكثر من 10,000 مفقود ودمار كامل في غزة وصل إلى 90%.. هل هذا المشهد عادي؟
لا هذا مشهد أشبه بمشهد سريالي.. لا يمكن لأحد أن يصدقه في كل أنحاء العالم، لكنه مشهد يعكس إرادة الشعب الفلسطيني،.. ثبات الشعب الفلسطيني بعد سنتين من حرب إجرامية تكاد أن تكون إبادة كاملة، هذا المشهد الجماهيري في احتضان من عادوا من الأسر عند الصهاينة برفع العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية.
مشهد يقابله مشهد آخر.. هو النقيض تماما نقيض لهذا المشهد.. مشهد إطلاق سراح الأسرى الصهاينة وسط حضور المقاومة الفلسطينية.. كتائب القسام وسرايا القدس.
حضور المقاومة الفلسطينية بكامل الزي العسكري والتجهيزات العسكرية وهذا الحضور والتعقيدات الأمنية الفائقة الدقة كما يقال.. مشهد أثار الرعب والقلق لدى الصهاينة، لكنه أوصل رسالة واضحة في أن المقاومة بعد سنتين من هذه الحرب لا تزال على جاهزيتها وقدرتها وثباتها وعنفوانها وتنظيمها أيضا البالغ الدقة، لأن الإجراءات التي تحدث عنها الإعلام في عملية التبادل كانت إجراءات جدا معقدة ومركبة جدا.
حيث قال أحد المحللين الصهاينة: "نرى تداعيات هذا الاتفاق، مسلحو حركة حماس موجودون في الشوارع مع أقنعة ودروع واقية ومظاهر حوكمة، ما يعني أن الهدف الرقم واحد للحكومة الإسرائيلية المتمثلة في إسقاط حماس لم يتحقق."
اللأسئلة التي طرحت داخل الشارع الصهيوني وعبر الإعلام الصهيوني وعلى لسان محللين كانت كفيلة لأن تكذب نتنياهو وادعاءاته وادعاءات حكومته.. وهذه المقاومة الجاهزة بكل هذه القوة وكل هذا العتاد العسكري طرح الأسئلة التي كان دائما نتنياهو يتحدث عن أنها أهداف أساسية في كل هذه الحرب المدمرة التي شنها على غزة.
فهو كان يريد القضاء على المقاومة والقضاء على قدرات المقاومة ونزع سلاح المقاومة.. كل هذا لم يحصل، لكن نتنياهو الذي يجيد الكذب ويجيد الهروب إلى الأمام خرج ليتبنى عملية إطلاق سراح الأسرى الصهاينة ليقول لقد آمنت منذ اللحظة الأولى بأن هذه اللحظة ستأتي لكنها لم تأتي إلا بالتفاوض.
نتنياهو آمن بأن اللحظة ستأتي ويطلق سراح الأسرى الصهاينة بالقوة العسكرية.. لكن هذا لم يحصل، كل عمليات تبادل الأسرى بين المقاومة والكيان الإسرائيلي كانت بالتفاوض.. لم يستطع نتنياهو أن يطلق سراح أسير صهيوني واحد بالقوة كما زعم.
لكن نتنياهو يريد أن يتبنى الاستثمار السياسي والنصر السياسي في هذه القضية، وهو يعلم أن هذا الأمر غير صحيح، لأنه قبل يوم واحد من عملية تبادل الأسرى كان قد تعرض لموقف محرج وليس أمام أي شخص آخر بل أمام ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط الذي كان يخطب في تل أبيب.. وعندما ذكر اسم نتنياهو علت صيحات الاستنكار والاستهجان.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق