ويعد "القدوة"؛ أحد أبرز منتقدي القيادة الفلسطينية الحالية، حيث حث على مواجهة جادة للفساد في السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حركة فتح التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بحاجة إلى إصلاحات عميقة، مع ضرورة بذل جهود أكبر لمواجهة عنف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، قال القدوة: "الواجب الأول هو استعادة ثقة الشارع، وهو أمر فقدناه. علينا أن نتحلى بالشجاعة للاعتراف بأننا لم نعد نمتلك هذه الثقة، ومن دونها لا جدوى من أي عمل."
في عام 2021، غادر "القدوة"، الضفة الغربية؛ بعد أن طردته حركة فتح، التي أسسها خاله، بسبب تقديمه قائمة انتخابية مستقلة متحدياً "محمود عباس" الذي ألغى الانتخابات، لكنه عاد الأسبوع الماضي إلى الحركة بعدما أصدر عباس عفوا عن الأعضاء المطرودين.
عودة "القدوة" في ظل شعار الإصلاح ومستقبل إدارة غزة
تأتي عودة القدوة في ظل تشديد الضغوط على محمود عباس لإجراء إصلاحات طال انتظارها في السلطة الفلسطينية، في وقت تسعى فيه السلطة لاستعادة دورها في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2007، رغم الاعتراضات الإسرائيلية وتهميش الخطة الأمريكية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب.
وأصبح مستقبل الحكم في غزة محور اهتمام متزايد بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، في حين يركز "ناصر القدوة" على ضرورة التزام حركة حماس بإنهاء سيطرتها الإدارية والأمنية على غزة، وتسليم أسلحتها تحت إشراف سلطة جديدة !!، رغم أن حماس لم توافق حتى الآن على المشاركة في حكومة موحدة أو تسليم سلاحها.
ورغم أن خطة ترامب لا تتضمن تفاصيل كثيرة، إلا أنها تقترح تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين تحت إشراف دولي لإدارة غزة، مع نشر قوة دولية لدعم شرطة فلسطينية جديدة.
ويُعتقد أن القدوة قد يلعب دوراً مهماً في هذه الخطة، نظراً لعلاقاته المتينة مع الدول العربية، واتصالاته بحماس، بالإضافة إلى مكانته كابن شقيقة عرفات وكونه من مواليد خان يونس في قطاع غزة.
وقد صرح القدوة (72 عاماً) "إذا كانت هناك حاجة إليّ، فلن أتردد."
خطة القدوة لإعادة بناء غزة دون حماس!
تركز أفكار القدوة على مدى التزام حماس بإنهاء سيطرتها الإدارية والأمنية على غزة، وتسليم سلاحها لهيئة حاكمة جديدة، رغم أن الحركة أعلنت عدم رغبتها في المشاركة بالحكم أو نزع سلاحها حتى الآن.
وأشار القدوة إلى ضرورة منح حماس الفرصة للتحول إلى حزب سياسي، مؤكدًا على أهمية استغلال أصول السلطة الفلسطينية في غزة لتشكيل قوة شرطة فلسطينية جديدة، مع إمكانية الاستعانة بأفراد الشرطة الحاليين بعد التحقق من هوياتهم.
وشدد على أن "حماس يجب أن تدرك أنها لن تتعرض للملاحقة، وأن بعض موظفيها سيحظون بفرصة ثانية للمشاركة في الحياة السياسية دون التعرض للاغتيال أو التهديد."
وأوضح القدوة أن إدارة غزة يمكن أن تتم عبر "مجلس مفوضين" فلسطيني، على أن يعين محمود عباس رئيس هذا المجلس، مع الحفاظ على الصلة بين الضفة الغربية وغزة، لكنه استبعد أن تعود السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة كما كانت سابقاً.
وأضاف أن الإشراف الدولي على إدارة غزة سيكون أمراً "جيداً"، لكنه أكد أن القطاع يجب أن يُدار من قبل الفلسطينيين مع تمكينهم من إجراء الانتخابات، التي كانت آخرها عام 2006.
الفساد المتفشي في السلطة الفلسطينية... رؤية القدوة
امتنع القدوة عن الكشف عن تفاصيل محددة بشأن الفساد الذي أشار إليه، لكنه عبر عن دهشته من مدى انتشاره داخل السلطة الفلسطينية.
وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الفلسطينيين يرون أن السلطة تعاني من فساد واسع النطاق.