تشهد الساحة الفلسطينية تصاعدًا في التحركات الدبلوماسية والإقليمية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط قلق دولي من أي خطوات قد تهدد استقرار الوضع، ومحاولات مكثفة لضمان تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار نحو التحركات الأميركية المباشرة، حيث يتوجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في خطوة تهدف إلى دعم التنفيذ الناجح لخطة ترامب وبناء الزخم نحو سلام دائم ومتكامل في الشرق الأوسط، وفق ما أعلنت عنه الخارجية الأميركية.
وتأتي زيارة روبيو في وقت تشهد فيه الساحة تحركات برلمانية إسرائيلية قد تؤثر على مسار السلام، حيث أكد الوزير الأميركي أن أي خطوات من الكنيست الإسرائيلي لضم الضفة الغربية قد تشكل تهديدا مباشرا لخطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في غزة.
وأشار روبيو أيضا إلى استعداد دول من خارج منطقة الشرق الأوسط للمساهمة في قوة دولية تنتشر في غزة لدعم تثبيت وقف النار، دون الكشف عن أسماء هذه الدول.
وبحسب القناة الثانية الإسرائيلية، طلب روبيو من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعطاء فرصة كاملة لاتفاق إنهاء الحرب والمساهمة في تنفيذه، فيما أكد نتنياهو استعداده للتعاون، في مؤشر على توافق مبدئي بين الطرفين للحفاظ على وقف النار.
وتؤكد تغطيات الصحف الأميركية، وعلى رأسها وول ستريت جورنال، أن توافد المسؤولين الأميركيين إلى تل أبيب يهدف بالأساس إلى الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في خطوة تعكس حرص واشنطن على تثبيت الاستقرار الإقليمي.
ومن أجل دعم هذا المسار، دعت القمة المصرية الأوروبية في بروكسل جميع الأطراف إلى الالتزام بخطة ترامب لإنهاء الحرب، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، مع رفض الضم أو التهجير القسري للفلسطينيين، ودعم السلطة الفلسطينية وتوحيد غزة والضفة، والتأكيد على إعادة إعمار القطاع عبر المؤتمر الدولي المزمع عقده في مصر بعد تثبيت وقف إطلاق النار.
ويظل الوضع في قطاع غزة حساسا، وسط متابعة دولية دقيقة لكل تحركات الأطراف ومساع لتحقيق السلام المستدام ووقف تصاعد التوتر، لتبقى التطلعات نحو غزة آمنة ومستقرة على سلم الأولويات.