وفي مقابلة مطوّلة مع مجلة ذي إيكونوميست، قال "بانون"، الذي يعدّ أحد أبرز الوجوه اليمينية في الولايات المتحدة، إن فريقا سياسيا يعمل حاليا على إعداد "آلية قانونية" لتجاوز التعديل الثاني والعشرين من الدستور الأمريكي، الذي ينص بوضوح على أنه لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين، سواء كانت الولايتان متتاليتين أو منفصلتين.
وأضاف بانون: "هناك خطة حقيقية، وسنعلن تفاصيلها في الوقت المناسب... ترامب سيكون رئيساً في 2028، وعلى الجميع أن يتأقلم مع هذه الحقيقة.
وتخرص أن عودة ترامب "قدر سياسي"، مشبهاً إياه بـ"أداة لإرادة روحانية"!! في إشارة أثارت استغراب المراقبين، خصوصاً أنها تكررت في تصريحات سابقة للرئيس نفسه.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الجدل داخل الحزب الجمهوري حول مستقبل ترامب السياسي بعد انتهاء ولايته الثانية المحتملة عام 2028، إذ يرى عدد من القيادات الجمهورية أن طرح فكرة "الولاية الثالثة" يشكل تجاوزا خطيرا للدستور ويهدد النظام الديمقراطي الأمريكي.
وكان ترامب نفسه قد ألمح مرارا إلى إمكانية الاستمرار في الحكم لما بعد المدة القانونية، وسبق أن نشر عام 2019 مقطع فيديو ساخرا على حسابه في موقع إكس؛ يظهر ملصقات انتخابية تحمل سنوات تمتد إلى عام 2048، في إشارة إلى "رئاسة بلا نهاية".
وفي مناسبات عدة، قال ترامب إن فكرة "الرئيس مدى الحياة" ليست مستبعدة تماما، مستشهدا بتجارب قادة حول العالم "احتفظوا بالسلطة بطرق مختلفة".
تصريحات بانون الأخيرة أعادت إلى الواجهة الحديث عن علاقة الرجلين الوثيقة، رغم التوترات التي شابت علاقتهما خلال فترة حكم ترامب الأولى، قبل أن يعفو الرئيس عنه في آخر أيام ولايته بعد إدانته بالاحتيال.
ويُعرف بانون بكونه أحد مهندسي الخطاب الشعبوي داخل اليمين الأمريكي، وهو من أبرز المروجين لمزاعم "سرقة انتخابات 2020"، التي أدت لاحقا إلى اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.
كما كان بانون من أوائل الداعمين لمشروع "2025" المثير للجدل، وهو خطة سياسية وضعها حلفاء ترامب لإعادة هيكلة الحكومة الفدرالية وتعزيز سلطات الرئيس في حال فوزه مجددا، وهي الخطة التي تبناها ترامب لاحقا رغم نفيه السابق لأي علاقة بها.
ويرى مراقبون أن طرح فكرة الولاية الثالثة ليس سوى محاولة من ترامب وحلفائه للحفاظ على زخمه السياسي والإيحاء بأنه لا يزال رقما صعبا في المشهد الأمريكي، في وقت يواجه فيه انتقادات متزايدة داخل حزبه واتهامات قضائية متعددة.
أما خصومه، فيعتبرون هذه التحركات "تمهيداً لمحاولة انقلاب دستوري ناعمة" تهدف إلى إعادة تشكيل النظام السياسي الأمريكي بما يتناسب مع رؤية اليمين الشعبوي الجديد.