ونشرت صحيفة "بيزنس إنسايدر"، أمس الاثنين، 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، قائمة بالمليارديرات الذين أنفقوا مبالغ طائلة في محاولة أخيرة لمنع زهران ممداني من تولي منصب عمدة المدينة.
وضمت القائمة تفاصيل بأسماء المليارديرات الذين أنفق كل منهم أكثر من 100 ألف دولار في السباق الانتخابي منذ الانتخابات التمهيدية لمنصب العمدة في يونيو/ حزيران 2025، بهدف إسقاط المرشح المسلم الذي يدعو إلى مدينة خالية من المليارديرات، ويطرح برامج لخدمة الفقراء وتوفير خدمات مجانية. وأظهرت القائمة أن 26 مليارديراً، معظمهم يهود، بينهم 16 من نيويورك والبقية من خارجها، ضخوا أكثر من 22 مليون دولار لوقف حملة ممداني.
ومن أبرز هؤلاء المليارديرات: مايكل بلومبرغ، بيل أكمان، أليس والتون، جو جيبيا، ستيف وين، عائلة لودر، ودانيال لوب. وقد أنفق بعضهم مبالغ ضخمة، في محاولة لمنع ممداني من الفوز، إذ دفع عمدة نيويورك السابق والملياردير مايكل بلومبرغ وحده 8.3 ملايين دولار نقداً لمجموعة ضغط مناهضة لممداني تُعرف باسم Fix The City، وفقاً لمجلة "فوربس".
وضخ هؤلاء المليارديرات ملايين الدولارات في مجموعات تهدف إلى إيقاف ممداني، منها Fix The City المؤيدة للمرشح المنافس أندرو كومو، التي جمعت 7.3 ملايين دولار، وDefend NYC المناهضة لممداني التي جمعت نحو 2.5 مليون دولار. وقالت مجلة "فوربس"، في تقريرها الصادر بتاريخ 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إن هؤلاء المليارديرات ينفقون مبالغ طائلة لمنع ممداني من تولي المنصب، مشيرةً إلى أنهم يتبنون شعار "أي شخص إلا ممداني"، لأنه يصرّ في برنامجه الاقتصادي على أنه "لا ينبغي أن يكون هناك مليارديرات" في نيويورك. وأوضحت المجلة أن بعضهم "وظّف ثرواته لمنع ممداني من قيادة أكبر مدينة أميركية".
وأضافت المجلة أن رمزية حكم أكبر مدينة في البلاد دفعت مليارديرات من مختلف الولايات الأميركية إلى إرسال أموال لدعم معارضي ممداني، إذ يعيش عشرة من هؤلاء المليارديرات الـ26 خارج نيويورك، من بينهم أليس والتون، وريثة "وول مارت" من تكساس، ودانيال أوتش، المستثمر التحوطي من فلوريدا (وهو نيويوركي سابق)، وجون فيش من بوسطن، الذي تشمل مشاريع شركته "سوفولك كونستركشن" أعمالاً في المدينة مثل تجديد فندق "والدورف أستوريا" وبناء ناطحة سحاب جديدة في 520 الجادة الخامسة.
كيف يضرهم فوزه اقتصادياً؟
يُعدّ برنامج المرشح المسلم الانتخابي تهديداً مباشراً لمصالح مليارديرات نيويورك، وغالبيتهم من اليهود الأثرياء، لذلك تكتلوا ضده وقدّموا دعماً سخياً لخصومه، وموّلوا حملات دعائية لتخويف الناخبين من انتخابه، خشية تغييرات جذرية في سياسات المدينة الاقتصادية التي تُعد العاصمة المالية للولايات المتحدة. ويخشى هؤلاء أن يؤدي فوزه إلى اضطراب بيئة الأعمال، إذ يتبنى ممداني مواقف تدعو إلى تجميد الإيجارات ومنع رفعها، وزيادة الضرائب على الأثرياء، وتوفير المواصلات العامة مجاناً، وتقييد أرباح شركات العقارات، وهي سياسات من شأنها أن تؤثر في استثماراتهم العقارية الكبيرة وشركاتهم في المدينة.
وكان ممداني قد صرّح خلال حملته الانتخابية بأنه يعتقد أنه "لا ينبغي أن يوجد مليارديرات في نيويورك"، واقترح زيادة الضرائب بنسبة 2% على من يكسبون أكثر من مليون دولار سنوياً. وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال ممداني (34 عاماً) لشبكة CNBC: "لا أعتقد أنه ينبغي أن يكون لدينا مليارديرات... فوجود هذا القدر من المال وسط تفاوت كبير أمر غير مرغوب فيه إذا أردنا بناء مجتمع أكثر مساواة".
حملات دينية وسياسية مضادة
إلى جانب الحملة التي شنّها رجال الأعمال اليهود على ممداني بسبب برنامجه الاقتصادي، أطلق حاخامات وطلاب لاهوت حملة موازية اتهمته بـ"معاداة السامية"، رغم أن أعداداً كبيرة من يهود نيويورك الشباب التقدميين دعمته وشاركوا في حملته الانتخابية، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" في 25 أكتوبر 2025. وقد ساند ممداني عدد من المنظمات اليهودية التقدمية مثل Bend the Arc ويهود من أجل زهران (JFREJ — Jews For Racial & Economic Justice)، التي ركزت على حشد الناخبين اليهود التقدميين لصالحه، معتبرةً أن القضايا الاقتصادية المحلية (الإسكان، النقل، العدالة الاجتماعية) أهم بكثير من صراعات الشرق الأوسط.