ولفت مراسلنا إلى أن قوات اليونيفيل بدأت تظهر بكثافة أكبر مما كانت عليه بعد جريمة بليدة، وأصبحت الآن تقوم بدوريات مؤلّلة مع الجيش اللبناني. كما أن هناك نقاط تمركز أقامها الجيش اللبناني بين بلدتي مارون الراس وبليدة، وبين بلدتي بليدة وميس الجبل.
ونوّه مراسلنا إلى أن هذا التطور الميداني لم يتوقف بعد الجريمة المعروفة، والتي تمثلت في دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي مسافة ألف متر ووصوله إلى مبنى بلدية بليدة، أي إلى مركز حكومي، واغتيال أحد موظفي هذه البلدية. هذا هو الخرق الأول من هذا النوع الذي تجاوز فيه المسافات الجغرافية المحدّدة.
وأضاف أن اليوم كانت هناك وقفات احتجاج وغضب داخل البلدية وفي محيطها للتنديد والاعتراض على آلية حماية المنطقة، وخاصة من قبل الدولة اللبنانية.
ونوّه مراسلنا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يوقف أعماله العدوانية، حيث قام فجر اليوم بتفجير مبنى في بلدة العديسة عندما تسلّل إلى أطراف البلدة الشرقية. كما استهدفت المسيرات بعض المنازل في بلدة شبعا، مما أدى إلى وقوع إصابات. كذلك ألقت مسيّرة صاروخاً وقنبلة على وسط بلدة حروف والطريق العام، مما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة.
وقال مراسلنا، متابعاً لما يحدث: "الآن نسمع بعض أصوات التفجيرات خلفي، ربما تكون ناجمة عن استعراض ناري يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من خلال استهداف الأودية الفاصلة بين لبنان وفلسطين المحتلة."
شاهد أيضا.. الجنوب اللبناني على صفيح ساخن.. الجيش يتأهب وحزب الله يحذّر
وتابع مراسلنا : وفي المواقف، كان بارزاً اليوم موقف رئيس الجمهورية، الذي طالب بوضوح، ولأول مرة منذ بدء وقف إطلاق النار، قيادة الجيش بالتصدي لأي عمل من هذا النوع، وخاصة أعمال التسلل والخروقات البرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت مراسلنا إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية اعتبر الاعتداء على مركز حكومي تابع لوزارة الداخلية اعتداءً على أملاك الدولة، وأعطى من خلال بياناته كل الدعم اللازم لأهالي بلدة بليدة، مؤكداً أنه سيكون إلى جانبهم.
مبيناً أن الأهالي في القرى تجمعوا اليوم من خلال اتحاد البلديات، وسيتم غداً تشييع الشهيد إبراهيم حسين.
وحول استعدادات الجيش اللبناني لمواجهة هذه التوغلات الإسرائيلية، بيّن مراسلنا أنه حتى الآن من غير المعلوم إن كان قرار قائد الجيش اللبناني، تبعاً لتوصيات رئيس الجمهورية اللبنانية، هو التصدي لكل الخروقات أم للخروقات البرية فقط. هذا سنعرفه لاحقاً، وما إذا كان الجيش سيأخذ دوره في الدفاع عن السيادة اللبنانية. لكن كان واضحاً من قائد الجيش عندما حدّد التصدي لأي توغل بري أنه يمكن أن تكون هناك توغلات وتسللات سيقوم الجيش حتماً بالتصدي لها إذا لزم الأمر.
وأشار مراسلنا إلى الخروقات من إحدى المروحيات الإسرائيلية التي ألقت قنابل على أطراف البلدات القريبة من حروف النبطية، موضحاً أن التحليق لا يزال مستمراً في سماء المنطقة للطيران المسيّر. منوّهاً إلى أن الطيران الحربي لم يُسمع له اليوم أي تحليق، لكن الرشقات تُسمع بوضوح من مواقع الاحتلال، سواء في المالكية أو في المنارة أو حتى من تلك المواقع المشرفة من الجهة الشرقية والغربية على البلدات، وخاصة بلدة بليدة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...