مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في دورتها السادسة، بدأ العدّ العكسي للاستحقاق الانتخابي، حيث تسعى كل كتلة وكل مرشح إلى استقطاب الناخبين بشتى الوسائل والطرق الممكنة.
وفي مدينة كركوك، ذات التركيبة العرقية المتنوعة، تفاجأ الأهالي بكثرة القوائم الانتخابية التي دخلت السباق، ما وضعهم في حالة من الحيرة حول الجهة أو المرشح الذي يمكن أن يعبّر عنهم.
وبحسب مراسلنا، تضمّ كركوك اثني عشر مقعداً نيابياً، يتنافس عليها عدد كبير من القوائم؛ إذ يخوض العرب الانتخابات بخمس قوائم إلى جانب عدد من المستقلين، فيما يشارك التركمان بقائمتين والأكراد بخمس قوائم أيضاً.
ويعبّر مواطنون عن خشيتهم من أن تؤدي كثرة القوائم وتشتّت الأصوات إلى إضعاف التمثيل الحقيقي لأبناء المحافظة، مطالبين بأن تبقى الانتخابات شأناً كركوكياً خالصاً بعيداً عن تدخّل القوى القادمة من محافظات أخرى.
ويرى مراقبون أن تعدد القوائم في هذه الدورة يعود إلى أسباب عدّة، أبرزها قانون الأحزاب الذي أتاح تشكيل قوائم متعدّدة ضمن المكوّن الواحد، ما جعل المنافسة داخل الكتلة نفسها بدلاً من أن تكون بين البرامج الانتخابية.
كما يشير آخرون إلى أن ما تحتويه المدينة من ثروات نفطية كبيرة جعلها محطّ أطماع سياسية واقتصادية، محلية وإقليمية، وهو ما زاد من حدّة التنافس بين المكونات.
ويؤكد مختصون أن قانون الأحزاب الحالي يساهم في حالة من الفوضى السياسية والانتخابية، داعين إلى إعادة النظر فيه بما يضمن التوازن والمنافسة العادلة.
وفي ظل هذا المشهد، تبدو المنافسة في كركوك أقرب إلى صراع هويات وانتماءات أكثر من كونها تنافساً على برامج انتخابية، ما يجعل نتائج الانتخابات المقبلة مرشحة لحمل الكثير من المفاجآت.
التفاصيل في الفيديو المرفق..