ووفق الدراسة، التي استندت إلى تسجيلات دقيقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، تبين أن الحيتان تتواصل عبر نقرات إيقاعية منتظمة تشبه شيفرة مورس، وتستخدم خلالها أصواتاً تشابه حروف العلة، وتُعرف بـ«التراكيب النغمية». وأظهرت البيانات أن الحيتان تتحكم بشكل نشط في طول الصوت ونبرته ونوعه، خلال التفاعلات الاجتماعية داخل مجموعاتها العائلية.
وأوضح الباحثون أن هذا هو أول دليل على قدرة نوع غير بشري على استخدام أصوات تشبه الحروف وقواعد تشبه القواعد النحوية في عملية تواصل متكاملة، لافتين إلى أن الحيتان تستخدم شفاهها وأكياسها الهوائية لإنتاج الأصوات، بطريقة تماثل آلية الصوت لدى البشر.
وسجل العلماء نحو 4 آلاف تركيب نغمي خلال دراسة امتدت لأربع سنوات في الكاريبي، قبل تحليلها وتسريعها ليصبح نمطها أكثر وضوحاً. وتبيّن أن هذه "اللغة" تُستخدم في التحية، والتنسيق أثناء الغوص، والبقاء على اتصال بين أفراد المجموعة.
ويأتي هذا الاكتشاف ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الأدلة التي تظهر القدرات المعرفية العالية للحيتان، والتي شملت خلال الأعوام الأخيرة رصد سلوكيات معقدة مثل إنتاج فقاعات ضخمة للتحية، وأغانٍ تعتمد حنجرة متفردة في عالم الأحياء البحرية.